أخرجوهم من ميزانيتنا، انهم أناس يتحورون...انهم أناس...

ثلاثاء, 07/12/2021 - 19:13

الراصد: وداعا دار السينما
برلمان جديد كلف ميزانية البلاد مايناهز 11 مليار أوقية،أقيم على القطعة الأرضية للبرلمان الأول لموريتانيا الذي قتل ذات ليلة، وبين ذلك وهذا،دأب برلمانيونا في الحقب الماضية على التوزع على مقاعد دار السينما القديمة الموجودة على الرصيف الآخر لشارع الانقلابات ومنصة الاستقلال والتي كنا نسميها منذ التسعينات بالبرلمان..طيلة العقود الماضية كان الأبطال يؤدون أدوارهم في مسرحيات استنزاف هذا الشعب،الأبطال الحقيقيون هم الذين تعتبرهم النقاشات والسلطة كومبارسات ويتأثر الشعب بمداخلاتهم،لكنهم هناك فقط لتكتمل الأدوار،فلا أفلام ولامسرحيات بدون ممثلين ثانويين..ظل ذلك المكان أحد أعداء هذا الوطن، اذ لاجريمة حدثت دون تمرير من قبل نواب العصابة والقبائل وبتشريع بالحضور من أصحاب سيارات الدفع الرباعي المنتقلين الى تفرغ زينة حديثا، أي بعد كل استحقاق..كم خدم ذلك البرلمان العصابة وكم وسع دائرتها باضافة أشخاص لها كانوا ليظلوا الى جانب الشعب، على الأقل في المعاناة وتجرع الاهانات اليومية لأصحاب الدكاكين المجاورة..برلمان لم يثر حقا اشكالاتنا الفئوية وجرائمنا اوجرائمه التي تمزق هذا الشعب وتحوله حتى في المغنم الى أشراف وأطراف وأقنان و..
قاعة السينما القديمة أهداها ذات ضحوة الحزب الشيوعي الصيني للحزب الواحد، وظلت دار سينما صريحة حتى تم تغليفها واحلال برلمان سينمائي محلها،برلمان مجد الأنظمة القمعية وصادق على اهانة الشعب واذلاله ونهب خيراته بكل الوسائل..كتائب برلمانية قادت الانقلابات وأخرى قادت التهدئة وقت انفجار الشعب على مغتصبيه..لماذا لانحول البناية الجديدة الى مستشفى في قلب العاصمة نعالج فيه ضحايا البرلمان أو مدرسة نعلم فيها الأميين بسبب البرلمان،أو لماذا لانحوله مثلا الى قاعة أعراس مجانية تعطي اطلالة جميلة على سكن الرئيس الطيب ..البرلمان صرف لامبرر له أصلا فلا الأغلبية ستعدل عن بطشها ولا المعارضة إن وجدت ستتمكن من الوقوف في طريق هذا البطش..برلمان القبائل لافائدة ترجى منه.
في البرلمان وجوه صبوحة وأخرى شاحبة مكفهرةو لهو وعبث وطرب جميل، وعلاقات طيبة بين الجميع ورواتب محترمة ورئيس طريف ونواب غريبو الأطوار وآخرون محترمون لكن ماذا يعنينا من كل هؤلاء.