تخيل للحظات...

سبت, 27/11/2021 - 10:57

تخيل للحظات، أنك في حالة سجن انفرادي بغرفة 3 × 2 متر، بها على مقربة منك مرحاض بدائي مسدود تستنشق رائحته الكريهة بصورة دائمة، وأنك من مرضى الربو ( الظيگ أو الظيگه ) وتصاب بنوبات حادة منها تجعلك بين الحياة والموت عدة مرات لليوم، ولا أثاث تقريبا بتلك الغرفة، ويشاطرك الغرفة سرب بعوض ينام النهار ويسهر الليل كله ويفرض عليك السهر معه وخزا وصوتا .
الآن، تخيل أنك في هذا الحال ليس للحظات فقط بل لأكثر من أسبوع، لا لأنك ارتكبت جريمة قتل أو اغتصاب أو تاجرت في المخدرات والأدوية المزورة والأغذية الفاسدة وتهريب العملة، ولا لأنك اعتديت على مواطن أو سرقت ملايين من المال العام ولا حتى أوقية منه، ... كل ذنبك أنك رافض للتنازل عن حقك الدستوري في انتقاد المسؤولين وخيانتهم للأمانة وتفقيرهم لشعب من أقل شعوب المنطقة تعدادا وأكثرها خيرات .
السجين حمده عبيد الله تلقى قبل أيام زيارة من النائب العام هدده خلاها بالسجن من سنة إلى 5 سنوات إن لم يتعهد بالتوقف عن انتقاد المسؤولين واستخدام خاصية البث المباشر بفيسبوك،  وحينما رفض الأمر متمسكا بحقه تم وضعه في الظروف الآنفة الذكر مع منعه من زيارة أخته اليتيمة ليطمئنا على بعض، قصد تحطيمه نفسيا ومعنويا وكسر عزيمته، خاصة وأنه أقام عليهم الحجة باعتذاره عبر آخر بث مباشر قبيل اعتقاله عن كل إساءة أو قدح صدرا منه تحت تأثير عاطفة الغيرة على الوطن وحقوق المواطن ووقع لهم نفس الإعتذار بمحضر، ... ولكن لا بواكي ولا رحمة ولا عدالة لأبناء البسطاء .

موريتانيا_عطشانة وبلا كهرباء وبلا صحة وبلا طرق وبلا..
الحرية_لحمده