الراصد: "لمعلمين" شريحة اجتماعية لها تاريخها الممتد مثل غيرها من مكونات المجتمع الموريتاني، عاشت في كنف منظومة اجتماعية تحكمها العصبية العشائرية و تقاليد القبيلة المعقدة التي يتشابك فيها الدين بالعرف بعامل القوة و القهر البدني و الذهني للأشخاص أو المجموعات المستضعفة في المجتمع.
و ربما وقع عليهم ظلم أوغبن في الماضي نتيجة لهذه الثقافة الموروثة ، أو لعل أكبر ظلم تعرضوا له حتى الآن هو هذه التراتبية المسيئة لهم و التي ورثها البيظان جميعا دون أن يكون لأجيال اليوم دخل في إقرارها، فاصبحنا بذلك مثلهم ضحايا لحالة لا ناقة لنا فيها و لا جمل.
و إذا كان "لمعلمين" يعتزون باصولهم، فمن غير المقبول أن يكون اعتزاز الآخرين باصولهم مذمة لهم.
و خطأ "لمعلمين الجدد" و أقصد بهم أولئك الذين يتمترسون خلف الأحزاب السياسية و يتاجرون بقضية شريحتهم، أن خطاباتهم تبعث على الكراهية، فهم لا يدافعون عن حقوقهم التي كفلها لهم الدين و القانون و العُرف، و إنما يعتدون على حقوق غيرهم و يكرسون ثقافة الإنفصال و التراتبية العنصرية المقيتة.
خطا من هنا او هناك أو زلة لسان أو مِزاح بين عالمين لا يعطي الحق لمن لا يملك الحق أصلا ، للتشهير بالعلماء و التحريض عليهم. ف"لمعلمين" مكوّن أصيل في المجتمع، متعدد المواهب مثل غيره و يحظى بالإحترام من الجميع، و واقع حالهم يفند ادعاءات الذين يزايدون بقضيتهم اليوم لتشويهها خدمة لأجندة حزبية ضيّقة.