الراصد: اختار حزب الصواب بحسب خبر منشور في الأخبار، إثيوبيا مثالا لخطر التفكك لدعوة من أسماهم القادة و النخب إلى أخذ درس منه في إشارة إلى أهمية التوافق السياسي في حماية و تحصين البلدان من الهزات التي كثيرا ما تنشأ بسبب انفصال الحكومات عن الواقع و تفردها بالقرارات المصيرية.
القراءة بناها كاتب الإفتتاحية على حال إثيوبيا اليوم، لكنه نسي أو تناسى أن مسألة الحروب ليست دائما نتيجة لعدم التوافق السياسي، بل هي قضية تتداخل فيها عوامل دولية و إقليمية كثيرة، وتشارك في صياغة ملامحها أجهزة استخباراتية لدول و شركات كبرى و شبكات الجريمة العابرة للحدود.
و بالتالي لا يمكن اعتبار الاستقرار مقياسا للتوافق السياسي، و لا حتى ضامنا للأمان من الحروب.
أمر آخر استوقفني في الإفتتاحية و هو تصوير الحالة الإثيوبية الراهنة و كأن إثيوبيا كانت دائما واحة للسلام و الاستقرار و هذا الوصف غير دقيق.
فإثيوبيا لم تعرف الاستقرار إلا في فترات محدودة، و يكفي ان أذكر بعض الحروب التي شهدتها خلال العقود الأخيرة.
و أولها و أكثرها دمارًا؛
ـ حرب الإستقلال الإريتيرية سنة 1961 التي دارت بين الحكومة الإثيوبية و الإنفصاليين الإريتريين؛ و قد انتهت باستقلال إريتيربا سنة 1991.
ـ الحرب الأهلية سنة 1974 التي اندلعت بعد انقلاب المجلس الماركسي على الإمبراطور هيلا سيلاسي و استمرت هذه الحرب حتى 1991.
ـ حرب اوغادين التي دارت بين الصومال و إثيوبيا على تبعية إقليم أوغادين ذو السكان من القومية الصومالية التي
اندلعت يوم 13 يوليو 1977 بعد استنفاد الحلول السياسية و استمرت حتى العام 1978.