الراصد: الصور ملتقطة من المركز الصحي بمدينة جيكني 13-10-2021
الأعرشة الخشبية هي أماكن الحجز بالنسبة للمرضي هنا،و في الصورة بعض المرضى متكيئن علي التراب في عراء باحة المركز يلتحفون السماء و هم ينتظرون انتهاء قطرات كمية الحقنة (دكت القوة) في حجز تام عن توفير وزارة الصحة لغرف حجز صحي لهؤلاء، حفاظا على حياتهم و تأكيدا لقيمة الإنسان أي كان..
الاهمال الطبي و عدم إحترام المواطنين و غياب البنية التحتية الصحية هي السمة التي أوصلت المركز الصحي هنا لمعاملة هؤلاء المواطنين و كأنهم مجرد حيوانات لا قيمة لها . في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة عن خطة الإقلاع و برنامج أولوياتي و يتبجج بعض الوزراء من اصحاب البطون متحدثين عبر الاعلام عن إهتمام رئيس الجمهورية بقطاع الصحة لكن الواقع الصحي في المدينة هو ما يؤكد أن كل هذه الأمور مجرد عبارة عن شعارات جوفاء لا وجود لها على أرض الواقع.
ملتقط هذه الصور أثرت فيه مأساة تلك الأخت التي تظهر عليها معالم العجز المادي و مقارعة ظروف الحياة و هي تقف أمام صيدلية المركز الصحي عاجزة عن شراء بعض الأدوية التي كلفها الطبيب باحضارها و بعد ما أكد لها مسؤول الصيدلية أنه لا يمكنه أن يقدم لها و لو قرصا واحد قبل أن تدفع النقود ذهبت أدراجها خارج باحة المركز الصحي و قطعت مسافة 200 متر لكي تصل الي صيدلية هناك تربطها علاقة معرفة بمالكها عله يقرضها فاتورة الدواء. و هو ما تم بالفعل لكن بعد عودتها للمركز الصحي رفض الممرض المداوم أن يتعامل معها بحجة أنها أتت بالدواء من خارج صيدلية المركز و هو ما دفع بها بأن تقف في حيرة من معاملة هذا الموظف الحكومي المسؤول عن سلامة المواطنين و بعد مشادات كلامية تدخل بعض الحضور و بدأت الاقتراحات تأتيها من كل جانب فهناك من اقترح عليها انتظار عودة الطبيب الرئيس بصفته مدير المركز لتقدم لديه شكوى من هذا الممرض و هناك من اقترح عليها التوجه نحو مركز الدرك لتقديم شكوى ليأتي اقتراح آخر يحثها علي ترك الشكوى و في الأخير و بعد الكثير من الوقت استجاب الممرض لها و قدم لها العلاج، لم يتمكن لا برنامج الضمان الإجتماعي و لا التأمين الصحي أن يوفرا لهذه الأخت المسكينة الدواء رغم عجزها المادي ورغم أن رئيس الجمهورية اعلن عن توفير بطاقات التأمين بالآلاف على المواطنين الضعفاء ليبقى كل هذا الكلام و التدشينات مجرد أمور اعلامية تختفي فور انتهاء الرئيس من إعطاء اشارة انطلاقتها.
كان الله في عون المواطن البسيط.