عن قضية عين فربة...كتب المحامي Bah M'bareck 

اثنين, 15/11/2021 - 12:24

الراصد: يبدو أن قضية الاستعباد المكتشفة أخيرا في عين فربة، أسالت لعاب أحدهم لدرجة  أنه تهجم على عميد موقر و رمز حقوقي من العيار الرفيع  هو الأستاذ العيد محمدن امبارك ، الأمر الذي لن يمر دون تعليق مني.
إننا معشر  المدافعين عن ضحايا الاستعباد، لا نخاف في الحق لومة لائم، و لن تجعلنا المصالح الضيقة نتنكر لآدميتنا المكرمة بنص التنزيل،  لذلك كان  الأستاذ العيد محمد امبارك   ولا يزال يتناول القضايا  الماسة باللحمة الوطنية  و بالأخص قضية العبودية في موريتانيا بكل مهنية ونزاهة والشواهد على ذلك  لا تحصى، و بالتالي فإن التهجم عليه  و المزايدة عليه، من أحد المنتسبين الجدد للمهنة،؛  فيه مساس بالأخلاق المهنية.
لتعلم أخي الكريم ، أنها ليست المرة الأولى التي تكشف فيها حالة استعباد في عين فربه، و ربما ليست الأخيرة، وأنا  شخصيا لم أتفاجأ بمعالجة السلطات للقضية الأخيرة،  لأن محاولات اخفاء و تبييض جرائم الاستعباد لا تخفى على أي كان، فنفس النهج المؤسس على نكران  الجريمة حماية للمجرم المستعبد (بكسر الباء) و استهتارا بحقوق الضحايا ، هو ذاته المتبع من طرف السلطات منذ العام 2012  و ما (قضية استعباد محمد لمين واخوته) عنا ببعيد .
نعم، يمكنك  نفي التهمة  عن موكلك ،لأنك ستجد عونا لذلك من وسطيه الاستعبادي والمستعبد (بفتح الباء)على السواء، فسيشهد له أبناء و بنات الضحية ضد أمهم، لأنه سيدهم المطاع الذي رباهم وأحسن تربيتهم  ،وربما يتهم ضحاياه و من يؤازرهم بالمتاجرة بالعبودية ، و يزج بالحقوقيين في غياهب السجون إرضاء للسادة، تماما كما فعل سنة 2012 حيث تفرع عن قضية إخوة محمد الأمين ملفان بموجبهما سجن عناصر من إيرا و نجدة العبيد في سجن لعيون (و في كلتا الحادثتين كان عبد الله آبو جوب حاضرا).
وفوق هذا وذاك  سيتم لي  أعناق النصوص و التقول بغير إرادة المشرع للنيل من سمعة و نزاهة الرجل الصادق العيد  محمدن امبارك .
لكن، كل ذلك لن يغير من الحقيقة التي لا مراء فيها، وهي أن العبودية جريمة ضد الإنسانية يوجب القانون حبس المتهم بها ،أما وضعه تحت المراقبة القضائية فهو أمر مستغرب و مستهجن .
والقول بخلاف ذلك مناف للقانون و للمنطق وللذوق القضائي السليم.