الراصد/ : رضت السلطات الإدارية على الجزارين بمدينة كيفه الانتقال من المجزرة المركزية القديمة إلى مجزرة صغيرة غير مؤهلة على الإطلاق وذلك بعد إضراب نظموه دام أكثر من أسبوع.
وقد قبل هؤلاء الرحيل مقابل شروط تعهدت السلطات الإدارية والبلدية بتلبيتها تتعلق بتوفير الكهرباء والماء وضمان نظافة المجزرة بشكل دائم.
وبعد يومين فقط تعطل جهاز الطاقة و توقف توفير الماء وتحولت المجزرة إلى وكر عفن تحتله الدماء والديدان والفضلات، ولم يستطع المكان لضيقه وقذارته استيعاب الجزارين فخرجوا إلى الهواء لنحر دوابهم في الغبار والأتربة وبين أكوام القمامة حيث يوجد المكان الجديد في واحد من أكبر مكبات المدينة.
لقد تلاعبت الجهة المكلفة ببناء هذه المجزرة بشكل وقح بالعملية إلى أبعد الحدود حيث كانت لا تتسع لأكثر من 10 دواب بدل 40 هي مجموع ما يذبح بهذه المجزرة كل يوم ثم بني الحوض المخصص لصرف الفضلات بطريقة لا يمكن معها تدفق الفضلات التي تبقى مكان الدابة لتتراكم في نفس المكان.
المقاول الذي يتولى النظافة أجمع الجزارون أنه لم يصبقطرة ماء على الإطلاق في هذه المجزرة وأنه يكتفي بقبض الضرائب من الجزارين وبالنسبة للبلدية فهي لا تراقبه ولا تهمتم بغير قبض المبلغ المطلوب من المقاول.
هذه المجزرة تعتبر اليوم خطرا على مستهلكي اللحوم حيث باتت في مكان مكشوف يفتقد إلى أدنى درجات شروط الصحة والنظافة.
لقد كان هدف الإدارة هو ترحيل المجزرة القديمة من جانب المطار والمدرسة العسكرية وطرد الجزارين وتحويل عملية الجزارة بهذه المدينة إلى مكب للأوساخ شرق المدينة.
إن المسؤولية فيما يقع اليوم هي بالدرجة الأولى على سلطات البيطرة التي قبلت تسلم هذه المسلخة "المفضحة" ممن بناها في تمالئ واضح معه.
كما أن البلدية هي جزء من المؤامرة حيث كان ينبغي ن تتعاقد مع شركة نظافة بدل هذه اللعبة المكشوفة التي لا تريد منها غير الربح بغض النظر على أرواح المواطنين.
أما السلطات الإدارة فهي رأس هذه الخطيئة حيث رحلت المجزرة ولم تبال بما آلت إليه الأمور.
يجب إجراء تحقيق عاجل في ملابسات هذه المجزرة التي سيسجل التاريخ أن طريقة بنائها هي أفظع فساد في تاريخ المدينة.
الجزارون يستغربون الطريقة التي قبلت بها السلطات هذه البناية التي تكاد تنهار رغم حداثة بنائها.
ويتحدث هؤلاء عن دخل يتجاوز 900 الف أوقية هي ما يجنيه المقاول كل شهر وهو ما يمكنه من تعويض البلدية والعمل على نظافة المكان بشكل كاف، غير أن غياب البلدية عن متابعة ما يجري هو ما سبب الكارثة.
هؤلاء الجزارون يطالبون بالعودة إلى مكانهم القديم ، وإلا فإن قد يتركون المهنة إذا لم يتغير وضع المسلخة الجديدة، وهم اليوم يشعرون بأنهم تلقوا خدعة كبيرة من طرف السلطات وإن ما يتعرضون له من ظلم وازدراء قد يدفعهم إلى ردة فعل قوية في القريب العاجل.