علم الله أنك أسأت إلينا كشعب قدرُه أنك تبوأت منصب رئاسة بلده، بكل أنواع الإساءة لفظية كانت أو جسدية، وأنك سلمت أمرنا إلى من ليسوا أهلا له وقربت الأهل والأصهار والأحباب والمريدين والجهة والمنافقين والمتزلفين ومدراء الأعمال القذرة (...) وكل مَن على تلك الشاكلة.
فيا أيها الخائف من كل شيء إلا حقوق العباد وما يترتب عليها وعنها من حساب عسير يوم العرض عند مليك مقتدر، خلّص نفسك من الآن لعل تلك الصحوة تكون منجاة لك قبل ثورة هؤلاء الجياع المغبونين، وقلها صراحة أو حتى من خلال خرجاتك غير المباشرة لا يهم فلقد عذرناك في الأسوأ فما بالك بما فيه خلاصُنا.
قل يا غزواني، شعبي العزيز: أنا عاجز وغير مدرك ولدي أشغالي التي لا تقبل القسمة، كما أنني شبعتُ وأشبعت وشبع كل ذي صلة مباشرة بي وبخاصتي وخاصة خواصي والمحسوبين علينا، لذلك قررت الإستقالة بعد أن حددت منفاي بل معزتي وعزي حيث رغد العيش الاختياري بعيدا عن آهات الفقراء وأنين المرضى وصراخ المظلومين، ولولا خشيتي من مصير صديقي وخليلي وصاحب الفضل والتفضل علي بالكرسي أخي وزوج أختي محمد ولد عبد العزيز لكنت بين ظهرانيكم ساعة اتخاذ هذا القرار لكنني أعرف مدى سرعة تقلبكم ونكرانكم للعهد، لذلك اتخذت قراري وأنا حيث أنا، لن أحدد المكان لأنني قررت القطيعة معكم أسوة بمن عرف خسائسكم قبلي الرئيس معاوية ولد الطايع حفظه الله وأمدَّ في عمره.