اصدر المدير الجهوي للتعليم بانواكشوط الشمالية اليوم 08|10|2021 مذكرة تحويل للمعلمين و تضم بعض المعلمين الذين تم تحويلهم من مدارسهم دون طلب وهذا ظلم سافر في حقهم ، وانا من ضمن اولئك الضعفاء الذين استهدفهم المدير ، واتخذ فيهم هذا الإجراء المشؤوم تعسفا ليتضح من خلاله ان من لا يملك وساطة فهو في خطر بصورة خاصة .. فمن غير المقبول ان يتصرف مسؤول بهذه الزبونية و العنصرية الوظيفية( ويقوم بتحويلي من مدرسة ابي سعيد1 الى مدرسة الاماني البعيدة ) ... وليس من الشرف الرد والتجاوب بقساوة و ضغينة بعد ان صراحتكم بحقيقة عجز كثيرون عن قولها ! في واقع التعليم السيئ والذي يتدهور من حين لآخر نتيجة سياسة التدمير الممنهجة التي تطبقها الادارة ( وهي إسناد تدريس اللغة الفرنسية لغير اهلها)!!!
ويعااني قطاع التعليم من نقص كبير في المدرسين ، وخاصة معلمو اللغة الفرنسية ، ولهذا لجأت الوزارة الى خطة الترقيع وقهر معلمي اللغة العربية على تدريس اللغة الفرنسية ( واجعة ) وكنت واحدا منهم ، وهذا خطا فادح ، إلا انني هذه السنة قررت التخلي عن تدمير مستقبل الاطفال ، وتقدمت باشعار الى المدير الجهوي يفيد رغبتي في تدريس اللغة التي اتقن بالمقارنة مع اللغة الثانية ، وبالنسبة لي كنت فخورا بهذا الإشعار الذي سيخلص الاجيال من المفسدين .. ولم اطلب التحويل ابدا عن مدرستي( ابوسعيد الخدري 1 ) إلا ان المفاجاة كانت صادمة عندما اخبرتني مديرتي اني تحولت عن مدرستي إلى مدرسة ابعد بكثير ، مع انني اسكن في عرفات ، ومنذ 2014 وانا اذهب من تلك المقاطعة الى منطقة 16 في دار النعيم .
تصوروا معي حجم الضرر ، وقوة الصدمة ، وفي نفس الوقت نلت جزاء السنيمار !!! وابعدت عن مكان عملي دون اي مبرر يستحق صاحبه تحويلا تعسفيا ، وبدون سابق انذار او مشاورة ، وفي نفس الوقت تحول معلمة للعربية الى مدرستي لتاخذ مكاني ، اي ظلم اشنع من هذا ،؟!! في اي بلد نحن ،؟!
( اللهم اليك اشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ..)
لم اصدق يوما ان الصدق جزاؤه الإقصاء والتهميش والظلم... ولكن ليس هناك مستحيل .. إلا ان المستحيل حقا هو إصلاح فعلي لقطاع التعليم ، وشعورنا بتعليم جيد يضمن السلامة من المكر والخداع ، ويفرج كرب المظلومين المقصيين باتاحة فرص للعدل الإجتماعي والعمل المستمر الذي يستجيب للكفاءة ويرضى بالرجل المناسب في مكانه المناسب .
اندد واشجب كل الممارسات الضارة ، والافعال السلبية ، والتصفيات البينة على اساس اللون والحقوق والعرق ...
ماحصل في هذه المذكرة الجائرة ظلم وجور في حق معلم خدم في منطقة تعرفه جيدا ، والحمدلله الجميع يعرفني بالعمل والحضور ... وما يحيرني ويقلقني هو عدم فهم اسباب التحويل الجائر .. إذاكان إخباري لكم بانني لا اعرف اللغة الفرنسية هو تحويلي فمازلت اكررها ، اكررها ، اكررها ... وإذا كان دفاعي عن الحقوق والنضال هو السبب فذاك ما اعتزبه وسيزيدني هذا الإجراء الظالم إصرارا وإقتحاما لمصارع الوغى .
التعليم في احتضار
والفرنسية تحتاج الكفاءة .. والتلبيس مصيبة
إشعار :
عبدالله امبارك فال
معلم عربية
وافتخر