الراصد: كثير من المدونين، الذين عرفتهم يدافعون عن الشعب، قرأت لهم أمس واليوم، تدوينات تنتقد احتجاجات اركيز و يصفونها ب"الأعمال التخريبية".
سبحان الله.. بين ليلة و ضحاها تحولوا من مدافعين شرسين عن الشعب إلى صف الحكومة.
في الحقيقة،
أنا لا ألومهم على هذا (التشابك) في المواقف، فقطع الأرزاق و السجون فعلاً مدعاة للخوف.
و مأخذي على هؤلاء ليس خوفهم، فهذه قضية تخصهم و لكن انسياقهم أمام التفسير الذي نظر إلى النتائج دون الأسباب و وقوعهم في مغالطة و كأن الذين خرجوا للإحتجاج أو من تعاطف معهم لا يدين و لا يرفض "أعمال التخريب" جملة و تفصيلا.
الإحتجاج ليس تخريبا و المطالبة بالحقوق ليست جريمة، و ما حدث استنادا إلى مصادر المدونين المتعاطفين مع الإحتجاجات في اركيز، هو غضب شعبي تطور لاحقا إلى ما شاهدنا من صور للحرق ، لكن كان ينبغي على من هاجم احتجاجات اركيز، انتظار إجراء تحقيق محايد لمعرفة أسباب و من يقف وراء انحراف بوصلة بعض المحتجين، قبل الحكم على الإحتجاجات و وصم مطالب الناس المشروعة في الكهرباء بأنها "أعمال تخريبية".
و اجزم أن مثل هؤلاء المدونين الذين أتحدث عنهم، لن يسألوا عن مصير الـ50مواطن الذين تم توقيفهم على ذمة المشاركة في هذه الأحداث. بل سوف يتناسون هذه القضية إلى قضايا أخرى للدفاع من جديد عن الشعب ثم الإنتقال للتلاحم مع الحكومة و سيظلون يدورون معها حيث دارت في سلسلة غير منتهية (للدفاع عن الشعب) و اتهامه بالتخريب.