أجنبي: عن بلدكم قرأت خيالا و على أرض الواقع عاينت شيئا آخر...

أحد, 19/09/2021 - 10:50

الراصد: حدثنى صديق لى موظف للدولة عاد للتو من مهمة عبر خلالها طريق الأمل جيئة وذهابا مع وفد خبراء وفنيين أجانب حديثا يقطع نياط القلب عن واقع الطريق 
يقول صديقى (الصور بعدسته) /

( حبيب الله الكتابة عن رحلتى تحيلنى للجنون والانفجار كمدا على واقع بلد بالغ المعاناة مدنا وطرقا وخدمات 
كنت فى مهمة رسمية رافقنى فيها اجانب من اوروبيين وغيرهم 
سياراتنا كلها عابرات رمال ووضعياتها جيدة ومع ذلك حولناها فى مقاطع من الطريق إلى قوارب شراعية فقدت اصلها كسيارات 
حتى أنها اصبحت سلحفاتية السير 
ماكانت تقطعه فى ساعتين تطلب منها هذه المرة 10ساعات 
احدثك عن طريق متهالكة كل مقطع فيها ينسيك سوء الآخر ووعثاء عبوره 
حوادث سير على مدار الساعة
انهيارات رملية بسبب مياه الامطار التى ازاحت كل أثار الاسفلت ودعامات الطريق وطبقاته واساساته 
الشاحنات تعانى تبتلعها الحفر تنحرف بها الحواف المسننة الندية وهي كل مابقي من الطريق فى معظم المقاطع فتترنح بحمولتها اشخاصا وبضائع مخلفة خسائر مادية وبشرية مؤلمة
اما الباصات  والسيارات الصغيرة فسرعان مايخلفها الجهد وهي تناطح الطين والوحل فتنقلب اوتتصادم اوتبتلعها حفر مائية لا خلاص من اتونها 
وضعية مؤلمة تجرح الضمير الوطني 
سالنى دركي فى نقطة تفتيش( كيف حال الطريق) فسالته( واين الطريق )
أحد الاجانب دون البكاء يحدثنى بمرارة 
(.قرات شيئا من الخيال عن بلدكم وعلى الأرض عاينت شيئا آخر 
لن تتحقق تنمية ولا بناء دون طرق ممهدة 
لاتحدثنى عن تعليمكم وصحتكم يكفينى حال هذه الطريق إذ مع وضعيتها الحالية من المستحيل ان يستقيم تعليم اوصحة اوزراعة اوصناعة)
كلامه كان نافورة متقيحة ضخها فى قلبى المهموم بواقع بلدى 
المدن مرهقة تماما 
توقفنا لزيارة منشآت صحية وخدمية 
ماذا اقول 
مستشفيات مبنية وداخلها طواقم ليس لديها ما تستطيع القيام به 
صادفتنا ورشة متنقلة لمؤسسة تعنى ببناء وصيانة الطرق 
كان عمال الورشة اشبه ببدو رحل معزبين للتو
دفعنى الفضول لاسأل احدهم ربما كان رئيس الفريق( ماالذى تفعلونه هنا فلاطريق مبنية أصلا حتى تتولوا صيانتها)
اجابنى بمرارة
( لا شيئ لدينا لنقوم له 
آليات معدومة وتمويلات متذبذبة لاتكفى حتى لبناء كلم واحد من الطريق 
كاننا هنا للسياحة فقط 
صراخ وزيارات ميدانية وعلى الأرض لاشيئ على الإطلاق)
عدت من المهمة
رداءة الطريق تحول الثانية إلى ساعة واليوم إلى اسبوع ويكون الهدف أن تعود سالما فقط حتى أنك تنسى داخل نهر الوحل والطين والتسيب الممتد من ( كرفور مدربد) الى قلب مدينة( النعمة ) مهمتك ومهنتك وهويتك وماضيك وحاضرك وانت لمستقبلك أكثر نسيانا)