الراصد: البارحة سهرت أمام الشاشة في انتظار مشاركة بلادنا في الألعاب الاولمبية وليتني لم أفعل. ليس طبعا هذا خطأ الفتاة التي مثلت موريتانيا، لقد بذلت المسكينة أقصى ما في وسعها، ولكنه خطأ من أصر على إرسالها.
أنتم تعرفون مستواها وتعرفون مستويات جميع دول العالم وإذا كنتم لا تعرفونها فهي متوفرة على الانترنت، ومن الواضح أنها أضعف بكثير من أضعف زميلاتها. فماذا تتوقعون غير الضحك والتنمر ؟
قديما كانت مشاركة موريتانيا في أي مباريات لكرة القدم تشكل مصدر قلق بالنسبة لي، حيث كان زملائي في الجامعة من الأفارقة يضحكون ويقولون لي بسخرية "يا ترى كم ستأخذون هذه المرة ؟ خمسة أهداف ؟ ستة ؟ هاهاها". وكنت أقول بيني مع نفسي "حبذا لو خسرنا بهدف أو أثنين فقط". أما احتمال الفوز أو التعادل حتى، فلم يكن مطروحا نهائيا.
اليوم أصبحت بلادنا تفوز تارة وتخسر تارة أخرى، مثل جميع دول العالم. وأحيانا تثير الاعجاب ولكنها لم تعد أبدًا مصدر ضحك وسخرية. ولكن هذا لم يحصل بين عشية وضحاها وليس قطعا وليد الصدفة، وإنما ثمرة عمل جاد وكفاح وتضحيات جسام.
فلماذا يصر المسؤولون عن الرياضات الاخرى على تطبيق القاعدة القديمة : "لا تدريب، لا جهود، فقط المشاركة" ؟ لماذا تصرون على إهانة هذا العلم وهذا الاسم ؟ لماذا تجعلون منا أضحوكة العالم أجمع ؟ لماذا تجشمتم عناء السفر إلى طوكيو، في هذه الظروف التي يصعب فيها التنقل، فقط لكي يضحك العالم منا ويتنمر على المرأة الموريتانية والعلم الموريتاني وسمعة الدولة الموريتانية ؟
على الأقل دربوها، وتابعو نتائج أقرانها وعندما يقترب مستواها من مستوى أضعف زميلاتها، عندها فقط يمكنكم تقديمها للمشاركة.
أما قبل ذلك فاسترونا فقط، يرحمكم الله.