الراصد: الأوضاع المعيشية بمدينة كيفة .
في أقل من ثلاثة أسابيع تضاعف سعر الخبز وانتقل من خمسين أوقية إلى مائة أوقية، وقد كان الحل الوحيد الذي تفتقت عنه موهبة والي لعصابه ومعاونوه هو نقص وزن الخبزة الأصلية في سابقة تاريخية حتى تصبح بحجم مسواك على أن تبق ب 50 أوقية للعب على عقول المستهلكين وامتصاص غضب الشارع !
ثم باركت هذه السلطة استبدال الخبزة القديمة بأخرى جديدة بمائة أوقية ظلت تتراجع شكلا ومضمونا حتى حقق "الخباز التاجر" هدفه وهو مضاعفة الربح و ذبح المواطن!
ولما استيقظ المواطن في مدينة كيفه على 2200 سعرا لكيلو اللحم بادر سلطات الولاية عبر الإعلام الرسمي فأكدت تغلبها على فوضى أسعار اللحم وتثبيتها في رقم معقول ، وهو الإجراء النّحِسُ الذي أسفر اليوم عن 2500 أوقية للكيلو رغم أنف السلطة وطحنا للفقراء!
اليوم يقوم التجار بأسواق ولاية لعصابه نكاية في ملاك المواشي واستغلالا لمحنتهم ببيع العلف على هواهم حيث تراوح سعر الخنشة هذا اليوم ما بين 1200 أوقية و 14000 أوقية، ثم بادر كبار التجار باحتكار المادة والإعلان عن نفادها في السوق تحسبا لرفعها إلى حدود جديدة في الأيام القليلة القادمة!
يحدث ذلك وكأننا في "بلاد السيبة" وفي زمن الغاب!
لم تحرك هذه السلطة ساكنا إلا بشكل متردد، متلكئ فلا تتقدم خطوة حتى تتأخر خطوتين، وهو الأمر الذي كشف عن عجز كبير أكسب التجار الجرأة على التحدي والتحرر من أي التزامات فباتوا يفعلون ما طاب لهم !
إن أهم ما تملكه هذه الولاية هو ثروتها الحيوانية التي تدخل الآن في منعطف خطير بين مطرقة الجفاف وانتهازية التجار. كيف تقبل سلطة مسؤولة ولامعة التلاعب بمصير مورد هو رزق كافة السكان!
كيف امتلك تاجر الجرأة على أن يضاعف ربحه منتهزا محنة مواطن آخر ؟
لماذا لا يخرج والي لعصابه ويفتح المخازن التي تحتكر فيها اليوم الأعلاف؟لماذا لا تتم معاقبة المتلاعبين بالأسعار كي يكون في الأمر ما يردع البقية؟
لماذا أحجم هذه السلطة عن وضع سعر لهذه المادة في هذا الظرف الاستثنائي ؛وهي معلومة ثمن الشراء وبالتالي يمكن التحكم في هامش الربح صونا لمصلحة التاجر والمستهلك على حد سواء ؟
صحيح أن التجار في مدينة كيفه تمكنوا من ترحيل مراكز الدولة ومنشآتها من أمام دكاكينهم كما حدث مع "مركز كهرباء صوملك" مؤخرا تأكيدا على نفوذهم و"حضورهم" في الولاية ، غير أن ما حدث اليوم في سوق الأعلاف قد فاق التوقعات وطرح مجددا فرضية أن السلطات المحلية باتت جزء من المشكل فمن ينقذ هذه الولاية ومن يَغيث هذه المدينة ؟
#منقول