الراصد: بضغط غير مسبوق من الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي وبعض هيئات المجتمع المدني الأمريكي، وأمام صعوبة مواصلة تحييد دور مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بصفة عامة، اضطرت الحكومة الأمريكية إلى الضعط جديا على حليفها الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط من أجل وقف لا مشروط لإطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية، بعد أن اقتربت الخسائر البشرية والمعنوية والمادية من حاجز التحمل لدى الرأي العام الأمريكي والعالمي. وأمام الرئيس جو بايدن الآن فرصة ذهبية للنجاح حيث فشل كل الرؤساء الأمريكيين السابقين، بأن يصبح صانع السلام العادل في الشرق الأوسط، سلام يبعث الأمل مجددا في نفوس الفلسطينيين، بعدما أفرزته التصرفات الاستفزازية لسلفه من خيبة أمل ويأس لديهم ومن تدهور لصورة ودور آمريكا لدى الرأي العام العربي-الإسلامي والعالمي.
فمع التجديد الملاحظ للطبقة السياسية الأمريكية -ليس فقط من المنظور العمري- قد يصبح صعبا مستقبلا الإبقاء على محددات السياسة الأمريكية تجاه الصراع في الشرق الأوسط كما هي عليه منذ سبعين عاما؛ تجديد لا يُتوقع تجاهله من لدن الأطراف المعنية.
ولرب ضارة نافعة، إذ تصرف الرئيس الأمريكي السابق بشكل لم يترك أي هامش للتحرك في أحد الاتجاهين، مما يضطر بآمريكا اليوم والعالم معها إلى اعتبار الاتجاه الآخر، اتجاه الإنصاف والسلام والواقعية السياسية. فبتضحياتها الأخيرة، فرضت المقاومة الفلسطينية جدولة سياسية جديدة لصراع ظن الكثيرون خطأ أنه يتجه إلى الهامش الدبلوماسي مقارنة بملفات إقليمية أخرى...
من صفحة الوزير السابق إسلكو ولد أحمد ازيدبيه