قرار سياسي غريب اتخذته حكومتنا يقضي بنقل الجامعة من تجگجه إلى مكان آخر!
فما هو السبب؟
ألأن عاصمة ببكر بن عامر، ومحمد شين، وبكار ولد اسويد أحمد، وسدوم ولد انجرتو، والإمام سيدي عبد الله ولد الحاج إبراهيم، والطالب ولد حنكوش، وسيدي ولد مولاي الزين، ومحمد المختار ولد الحامد، وسيدي محمد ولد الكصري، واجَّه ولد محمد محمود، وادِّي ولد الزين، ومحمد ولد آدبه، وسداتي ولد آبَّه وغيرهم … لا تستحق ألف جامعة وجامعة؛ فضلا عن جامعة واحدة كان قد تقرر – بحق وجدارة- أن تشيد وتفتح في ربوعها؟!
كلا.. لم يقل ذلك أحد. ولا يمكن أن يقوله أحد!
فما السبب إذن؟ يقول المثل: إذا عُرف السبب بطل العجب! ولكن الأمر في هذه الحالة يختلف تماما؛ إذ السبب المعلن هو العجب بعينه.. ورب عذر أقبح من ذنب!
تقول دولتنا إن مدينة تجگجه تعاني من العطش، فلا تستطيع توفير الماء لجامعة تتسع لعشرة آلاف طالب!
وهنا يتعين – حسب نظري- أحد أمرين:
إما أن ترحل تجگجه “كما كان آباؤنا يرحلون” يوم لا حول لهم ولا قوة ولا دولة!
وإما أن تقوم دولة الوطن بتوفير الماء لسكان تجگجه ولجامعتها وغيرها من المشاريع والمؤسسات والمصالح الواجب زرعها في ذلك الجزء الغالي من الوطن الواحد المتكامل والمتكافل! وهذا هو الحل السليم والواجب والممكن!
لقد تم تزويد جل مدن الحوضين بالماء الشروب من بحيرة الظهر، وتزويد نواكشوط به من النهر، ومدن أخرى ومناطق من فم لكليته أيام “عشرية الفساد” فلماذا لا تزود دولتنا تگانت ولبراكنة بالماء الشروب من النهر في عهد الإصلاح؟!
لا أعتقد شخصيا أن النكوص ممكن، ولا أن مكاسب الشعوب يمكن انتزاعها أو التفريط فيها!