الراصد : لم توضع القوانين اعتباطيا، سواء في القتل، أو في السرقة، أو استعمال المخدرات، أو الإغتصاب،عندما يبيت أكلة المال العام، في القصور الفخمة، ويركبون آخر طراز من السيارات الفارهة، فمن البديهي أن يوازي ذلك انتشار الجرائم والمحرمات الأخرى، تدجين الأجيال الصاعدة، ، وتخديرها بمسرحيات الإصلاح، ومحاربة الفساد خلال العقود المتتالية، وإعادة انتاج جل المنظومة، التي أحرقت الأخضر واليابس،فمن يصلح للتدمير، لايصلح للتعمير، لافرق بين من سرقوا المليارات، وبين من أزهقوا أرواحا بريئة، فالكل في دائرة واحدة، ويجب أن يطبق فيهم القانون الرادع أمام الأشهاد.
ليست مجزرة نواذيبو هي الأولى، ولن تكون، وقبلها جريمة، اختطاف، وقتل، وحرق، الشاب الورع، سليل الأسرة الكريمة، ولد برو،السنة قبل الماضية.
لقد بلغ السيل الزبى في الإختلاس والخيانة العظمى، وانتشار الجريمة، ولا أحتسب أن ثمة تقصير من السلطات الأمنية، ولكن، غياب مشاريع عملاقة ملموسة تمتص البطالة، منتجة يؤدي الى الأسوأ،كما أن ردع المجرمين لابد منه حتى يخاف الجميع من العقاب مهما كان شأنهم.
المسؤول الأول والأخير هو السلطات الإدارية، الأجهزة الأمنية تقوم بعملها، كما هو واجب، والكرة في مرمى الإدارة الحاكمة، الشعب المفقر، يريد أن يرى العقوبة الرادعة لمختلسي المال العام، وللمجرمين القتلة، ولا فرق بين الإثنين، فالقتلة، قتلوا أفرادا بعدد الأصابع، أما أكلة المال العام، فقد قتلوا الأغلبية العظمى من الشعب، بالجوع والفقر والجهل والعطش والديون المتراكمة...
لابد من الردع، وإلا فإن الجرائم لن تتوقف، بل ستتفاقم أكثر...
وبما أننا في شهر رمضان المبارك، فإن القوانين الناظمة للحياة، ولمجتمع المدينة، والبشرية جمعاء، نزلت في محكم كتاب الله،وأمة مسلمة 100%،يجب أن تكون قدوة في تطبيق القانون والحكامة الرشيدة والعدالة الإجتماعية....