خمس فرص للأطفال يجب ان نستغلها الآن...(2)

سبت, 20/02/2021 - 19:05

الراصد: تبعا لمقال هنرييتا فور حول الفرص الخمسة لتحسين وضع الأطفال في العالم و مع انتشار الجائحة كوفيد19 نورد الفرصة الثانية من الخمسة التي كتبتها المديرة التنفيذية لليونسيف، و كما وعدناكم ب*وكالة الراصد الحقوقية* بإذن الله..

...2(*)-  بوسع تجسير الفجوة الرقمية أن يوفر التعليم الجيد للجميع

إن «كاموغيلو» على حق. فأثناء ذروة إغلاق المدارس في بدايات عام 2020، لم يتمكن نحو 30 بالمئة من طلاب المدارس في العالم من الحصول على التعلّم عن بُعد. وفي الواقع، تتوفر لأكثر قليلاً من نصف الأسر المعيشية في معظم البلدان في العالم إمكانية الوصول إلى الإنترنت.

وهؤلاء هم الأطفال أنفسهم الذين لا يُرجّح أصلاً أن يحصلوا على تعليم جيد. إن أكثر من 50 بالمئة من الأطفال في عمر 10 سنوات في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل لا يستطيعون قراءة قصة بسيطة وفهمها في نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، مما يعكس أزمة عالمية في التعلّم. وإذا لم نقم بإغلاق الفجوة الرقمية، فإن مجموعة اليافعين هذه المتنامية باطراد ستتخلف عن الركب.

لقد زادت جائحة كوفيد-19 من إلحاحية هذه المسألة. وأمامنا الآن فرصة تتوفر مرة في كل جيل لربط كل طفل وكل مدرسة بالإنترنت، وتوفير أدوات جديدة قائمة على التقنيات الرقمية لمساعدتهم في تطوير المهارات اللازمة لتحقيق إمكاناتهم — على امتداد جائحة كوفيد-19 وبعد تجاوزها.

""ما ينبغي القيام به:

أولاً وقبل كل شيء، يجب على الحكومات أن تولي الأولوية لإعادة فتح المدارس واتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لإعادة فتحها على نحو آمن.

لقد أتاح هذا التوقّف الكبير في التعليم برهةً لإعادة التفكير في الكيفية التي نوفّر فيها التعليم.

تعمل حملة ’رؤية جديدة للتعليم‘ Reimagine Education التي أطلقتها اليونيسف على إحداث ثورة في التعليم وتطوير المهارات لتوفير تعليم جيد لكل طفل عبر التعلّم الرقمي، والربط بالإنترنت، وتوفير الأجهزة الرقمية، والبيانات الميسورة الكلفة وإشراك اليافعين. ونهدف إلى الوصول إلى 500 مليون طفل وشاب بحلول نهاية عام 2021، وإلى 3.5 بلايين طفل وشاب بحلول عام 2030. وتجري هذه الحملة بالتعاون مع عشرات الشركاء من القطاع الخاص والحكومات، وهي تتضمن جميع المستلزمات من توفير الكتب المدرسية إلى المواقع النائية، ودعم البث الإذاعي التعليمي، والوصول إلى الأطفال بالتعليم أينما كانوا يعيشون، بما في ذلك عبر الرسائل النصية القصيرة، والمجموعات على تطبيق ’واتس‌آب‘، والبث الصوتي عبر الإنترنت (بودكاست).

من شأن الأدوات الرقمية أن تغيّر قواعد اللعبة. وقد أعدَّت اليونيسف ’مجموعة أدوات التعلّم الرقمي العالمية‘ التي توسّع إمكانية الحصول على المهارات الرقمية والمهنية الأساسية والقابلة للنقل، وذلك في المناطق التي يصعب الوصول إليها وللفئات الأشد ضعفاً. فعلى سبيل المثال، نعمل حالياً مع شركة ’مايكروسوفت‘ على إعداد ’جواز سفر للتعلم‘، وهو منصة توفّر إمكانية الحصول على المناهج المدرسية بعدة لغات، عبر الإنترنت وفي الواقع الفعلي، حتى في أوضاع الأزمات؛ كما نتعاون مع منصّة «أكاديمية خان» على تطوير المهارات الأساسية والرقمية والمتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؛ ونوفّر برنامجاً رقمياً للاجئين والمهاجرين يعمل على تعليم لغة المجتمع المحلي بغية الربط مع فرص التعليم والعمل؛ ونعمل مع ’مؤسسة عصر التعلّم‘ Age of Learning Foundation لنوفّر خدمات مجانية للتأهب للمدارس وبرامج لإجادة القراءة والكتابة والحساب لأكثر من 180,000 طالب في العالم.

ولكن يجب أن يتزامن توفير أدوات التعليم بتوفير الربط بالإنترنت لإتاحة استخدام هذه الأدوات. ولتوسيع الربط بالإنترنت، نعمل حالياً مع شركاء حكوميين ومن القطاع الخاص في "مبادرة جيجا" لتوسيع إمكانية الوصول إلى الإنترنت لكل طفل وكل مجتمع محلي وكل مدرسة بحلول عام 2030.

وفي هذا الإطار، أطلقنا مؤخراً شراكة عالمية مع شركة إريكسون للمساعدة في وضع خريطة لربط المدارس بالإنترنت في 35 بلداً بحلول نهاية عام 2023. وهذه خطوة أولى حاسمة نحو توفير إمكانية الحصول على التعلّم الرقمي لكل طفل.

وكما تُذكِّرنا كلمات «كاموغيلو»، فمن خلال التمسّك بقوة الحلول الرقمية في هذه اللحظة الحاسمة، بوسعنا إحداث ثورة في التعليم وتطوير المهارات لجيل كامل من الأطفال.

...يتبع