خمس فرص للأطفال يجب أن نستغلها الآن: (1)... هنريتا فور

جمعة, 19/02/2021 - 19:38

الراصد : حول موضوع الفرص الخمس التي يجب ان نستغلها اليوم لعالم أفضل للأطفال كما تقول هنريتا فور الأمينة التنفيذية لليونيسيف...نأخذ الموضوع الأول و كما وعدناكم  من قبل في وكالة الراصد الحقوقية...

1(*)- كي تنجح اللقاحات، يجب أن نبني الثقة:

يدلّنا التاريخ والعلم على أن اللقاحات هي أملنا الأفضل للقضاء على هذا الفيروس وإعادة بناء حياتنا وسبل عيشنا.

مع ذلك، وكما يُذكِّرنا «ريدي»، ثمة خطر حقيقي بألا تصل لقاحات كوفيد19 إلى جميع من يحتاجونها.

وسيترك التردد في تلقي اللقاحات تأثيراً كبيراً على قدرتنا على التغلب على كوفيد-19. وقد وجدتْ دراسة شملت حوالي 20,000 شخص من 27 بلداً أن شخصاً واحداً من كل أربعة أشخاص سيمتنع عن تلقي لقاح ضد كوفيد-19. وأظهرت دراسة مماثلة بين الأمريكيين أن الرسائل غير الواضحة وغير المتسقة من مسؤولي الصحة العامة والسياسيين قد تؤدي إلى تقليص استخدام اللقاحات.

وفي هذه الأثناء، باتت المعلومات المضللة حول اللقاحات مجالاً كبيراً ومتنامياً للاستغلال التجاري. فقد زاد أصحاب المشاريع التجارية المناهضين للقاحات عدد متابعيهم على شبكة الإنترنت بما لا يقل عن 20 بالمئة أثناء الجائحة. ووفقاً لمؤسسة آفاز Avaaz، تحظى المواقع الإلكترونية العشرة التي حددها الباحثون بأنها تنشر معلومات صحية مضللة بعدد مشاهدات على موقع فيسبوك يفوق بأربعة أضعاف ما تحظى به المواقع الإلكترونية الصحية الراسخة.

وباختصار، فإننا نخسر بشدّة الآن في معركة نيل الثقة. ومن دون الثقة، لن تكون هناك فائدة لأي لقاح مضاد لكوفيد-19. ولكن مع النشر التدريجي للقاحات كوفيد-19، تتوفر لنا فرصة حالياً للوصول فعلاً إلى كل طفل باللقاحات المنقذة للأرواح. ويجب أن تتاح للجميع رؤية بصيص الأمل في انتهاء هذه الأزمة.

ما ينبغي القيام به:

بما أن العالم تمكّن من تطوير عدة لقاحات مضادة لكوفيد-19، بات بوسعنا أن نوجّه انتباهنا إلى الكفاح الطويل والصعب للقضاء على هذا الفيروس من الكوكب، وذلك بطريقة قائمة على المساواة والإنصاف، والوصول إلى جميع الناس بمن فيهم الأشد فقراً والأكثر عرضة للتهميش.

العمل جارٍ حالياً للإعداد لذلك اليوم. واليونيسف هي شريك ملتزم في’مجموعة المشاركة للالتزام المسبق بالشراء‘ التابعة لمرفق كوفاكس COVAX لإتاحة لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي، وهذا المرفق هو تعاون عالمي لضمان إمكانية الحصول العادلة والمنصفة على لقاحات كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم. ويتمثل هدفنا في ضمان ألا يُدفَع أي بلد أو أي أسرة إلى مؤخرة طابور الانتظار عند توفّر اللقاحات. وسنقوم بذلك من خلال قيادة الجهود لشراء لقاحات كوفيد-19 وتوفيرها، وباستخدام هياكلنا الأساسية القائمة للمساعدة في تيسير تسليمها الذي ينطوي على متطلبات لوجستية كبيرة، حتى إلى المناطق الأكثر بعداً. ويجب على الحكومات أن تعمل معاً لضمان أن تكون لقاحات كوفيد-19 ميسورة الكلفة ومتاحة لجميع البلدان.

وعلى القدر نفسه من الأهمية، وبما أن المكوّن الأكثر أهمية في أي لقاح هو الثقة، تعكف اليونيسف على تنفيذ تدريجي لحملة رقمية عالمية لبناء الدعم الشعبي والتوعية المحلية بشأن قيمة جميع اللقاحات وفاعليتها.

وثمة دور كبير يتعين على شركات التكنولوجيا أن تؤديه، وقد اتَخذتْ هذه الشركات خطوات أولية مهمة للتصدي للانتشار الخطير للمعلومات المضللة على منصاتها. ففي تشرين الأول / أكتوبر، أعلنت شركة فيسبوك عن سياسة عالمية تحظر الإعلانات التي تثبط الإقبال على اللقاحات. وبعد ذلك بفترة وجيزة، أعلن موقع يوتيوب عن إجراءات مشددة لتقييد المحتوى المناهض للقاحات، وأزال مقاطع فيديو تتضمن معلومات مضللة حول لقاحات كوفيد-19. ولكن ثمة المزيد مما يمكن القيام به. ويجب على منصات وسائل التواصل الاجتماعي أن تتخذ خطوات للتعرّف على المحتوى الذي يشوّه الحقيقة وأن تزيله.

ويمتد التردد في تلقي اللقاحات إلى ما يتجاوز لقاحات كوفيد-19. ففي عام 2019، قالت منظمة الصحة العالمية إن التردد في تلقي اللقاحات هو أحد أكبر 10 تهديدات للصحة العالمية. ومن دون وجود الثقة، تصبح اللقاحات مجرّد عقاقير مكلفة في خزائن الأطباء.

...يتبع