الحصاد من جنس الجهد المبذول

أحد, 10/01/2021 - 06:31

تميزت سنة 2020 بميزات استثنائية في تاريخ الوطن حيث  شكلت بداية عهد جديد سمته الطاغية شمولية الكوارث الصحية وضعف الأداء السياسي وهيمنة دعاة الرجعية على صناعة القرار او بالأصح إعداده ، وكذلك ازدياد التنديد والتظاهر من خارج الأطر السياسية التي ظلت تؤطر الاحتجاج وتوظفه لصالحها وفق طموح وغايات قادتها  ردحا طويلا من عمر تلك الاطر ( الاحزاب ) كما ان انعكاس الازمة العالمية الصحية دعّمته محليا ازمة سياسية عصفت بالمألوف لدى الفريق الرابح الذي ظل يحتفي بنصره منفردا وينفذ مشاريعه وفق رؤيته الخاصة به كأغلبية حظيت ب" ثقة "الموريتانيين غير ان الارادة السياسية الجديدة رأت ان الانفتاح على المعارضة ونيل رضاها بالطرق "المتاحة و"المقبولة" سيكون اهم عناوين النظام الحالي واهم مميزات اسس اعادة انتشاره وفق منهجه ورؤيته و تماشيا مع إستراتيجية تنفيذه للالتزامات التي تعهد بها وتلك التي يلزمه بها الدستور والقانون

ومما تقدم يتضح ان حصاد السنة المكملة للستين سنة التي انصرمت من عمر الدولة الوطنية كان في معظمه معالجة للوضع الطارئ اكثر منه حلولا لمشاكل التنمية ومحاربة التخلف والجهل والظلم وتدعيم أسس الجمهورية الوطن ، لذالك وتنفيذا لنمط عتيق وغير مجد تعمد بعض أركان النظام القائم خلق فقعات الهاء للشعب حتى يتسنى للحكومة التكيف مع الظرف الطارئ غير ان نقص خبرتها وظغط السياسة أثرا كثيرا  في أدائها وهو ما عرضها لنكسات متتالية ادت للإطاحة بأولاها وهاهي اليوم تهدد ثانيتها وما لم تتمكن الحكومة من التخلص من أهوال تنظير قدماء الساسة  وتركيزهم على نظرية المؤامرة واعتماد الحلول المرتجلة فستظل  رهينة مربعها الأول وسيقتصر دورها في تأجيج الرفض الشعبي للواقع المخيف والمؤلم .

لا يمكن تجاهل الخطوات التي اتخذت للحد من تأثير الوباء لكن غياب اللمسة الأخيرة وضعف المتابعة والتركيز الزائد على ترويج الوعود المستقبلية ونفخ الجهود وغيرها من عوامل اغلبها من نتاج سياسة التكتلات والأجنحة المتصارعة حدّ التعارض ، يفرغ تلك الخطوات من غايتها بل قد يعرضها لأن تكون مجرد وسيلة لتمرير الفساد وتجذير الغبن ورعاية الزبونية .

ان التركيز على الاصلاح السياسي في وطن اغلب نخبته السياسة عاصرت استقلاله الخجول ، وطن يواجه وباء فتاكا يدمر تحصينات البشر ويقضي على وسائل عيشهم ويفسد برامجهم في مجالات الصحة والتعليم ويضعف اداء القطاعات الخدمية هو بحاجة ماسة قبل كل اصلاح سياسي الى تخفيف وطأة الجوع والقهر والغبن والإقصاء والتهميش ، بحاجة ما سة الى نخبة قيادية تزكي انتاجه وتحترم قيمه وتعطي الانطباع الصريح عن موروثها الثقافي والحضاري وتحترم تقاليد امة الاسلام ، لا نخبة تمجد العدم وتحجب النور ويتفاخر بالتزلف والنفاق بعض أعلامها في مشهد بث حي ومباشر وموثق بالصورة والصوت والشهود  ، مشهد هزت ذبذباته قيم أحفاد الشناقطة وبررت هزال حصاد سنتهم الستين ، فنشطاء الحقل السياسي الراهن خلطوا عملا سيئا بعمل فاسد ، بعلم وعن قصد  وعليهم ان لا يتوقعوا جني حصاد خارج جنس الجهد المبذول .  

سيدي ولد عيلال