- مائة يوم من الهزال والذكريات المخزية .. سيكتب التاريخ هذا ، ولكننا لن نقرأه ! - وسوف نمضي وكأن شيئاً لم يكن !!
- مائة يوم: أظهر العالم أجمع خلالها، أولوية الإنسان ، كنقطة مركزية لوجود الدول، تورع الجميع حتى المافيا في صقلية، تورعوا عن السرقة، وعن أي فعل يمكنه أن يمس من كفاف الناس في زمن الوباء!.
ونحن ماذا فعلنا؟
في اللحظات الأول للصدمة: طارت الأسعار ، وأخفيت المواد التي يحتاجها الناس ، وكل ما يمكن أن يكون رائجا!، وأنتهزنا الفرصة ليأكل القوي الضعيف!
- مائة يوم: تخلت الدول عن حقوقها على مواطنيها، لأنها ساعة عسرة، رفعت الضرائب عن الرواتب، ومنع الأستقطاع منها ودفعت تعويضات عن التعطل وعطلت الضرائب ، ووفرت الخدمات دون عِوَض!.
ونحن ماذا فعلنا؟
منذ اللحظة الأولى للصدمة: طلبوا منا أن نتبرع لهم بما كنا ندخره لساعة العسرة ، ومن لم يكن لديه مدخرات أستقطعت من راتبه، وما لم تستقطعه الدولة أستقطعته البنوك ، وأستقطعته الشركات ولو بعد حين.
و أشتد أصحاب الديون على المدينين، وأكتنز الأغنياء أموالهم، فلم يعودوا يحركونها، وتعطل الدائرون حول قطبهم، من المتكسبين على دخل اليومية، وطحنتهم رحى تدور دون طحين!.
الأموال التي جُمعت من شتى (تبرع و أستقطاع)، لا أحد يمكنه أن يجزم أين ذهبت؟!
- لقد تبددت في غرائب الحاجات ، وعجائب المبررات ...
مائة يوم: والعالم بأسره يجمع شمل مواطنيه، ويقدم لهم الرعاية والخدمات، وينقلهم من كل فجاج الأرض إلى مواطنهم!.
ونحن ماذا فعلنا؟
لقد تركناهم حيث هم، وسددنا الباب دونهم، وتنكرنا لهم! بل أخرجناهم من ديارهم، بعدما أستجاروا بنا!.
للعلم: لا أمة ً في التاريخ، وعلى مر العصور - و لا حتى بني إسرائيل - فعلوا هذا! - على الأقل كانوا يُفادوهم إذا أتوهم أسارى!، ونحن طردناهم وقد أتونا " لاجئين إلى ديارهم!
ويوم أردنا أن نكفرً عن خطايانا: أرسلنا طائرة للذين يستطيعون أن يدفعوا أكثر، وتركنا الفقراء وأعينهم تفيض من الدمع أن لا يجدوا ما يحملهم إلى ديارهم!
- مائة يوم: ومواطنونا في البوادي والأرياف، ينهش فيهم الوباء بصمت، حتى ماتوا ميتة الضيعة ونحن ننفق على بهائم المترفين، لأن المراعي لم تعد خصبة!.
- هذا غيض من فيض!
- مائة يوم: والفاسدون تحت المكيفات يتفننون في التحايل والنهب وعقد الصفقات مع الغرباء وغريبي الأطوار!.
ونواب الشعب : يرفعون الأصبع الواحد ، ثم يغطون !
- مائة يوم من الهزال والحزن!
واليوم سيطالعنا وبراءة الأطفال في عينيه، ليقول لنا:
أن كل شيئ إنتهى !
وبأننا أنتصرنا على يديه!
وينسى، في لحظةٍ، نقدنا له
وسننسى أنا نقدنا عليه!
حال ٌ قد رجعنا له
ما أمر الرجوع إليه!.