التعامل مع عنف العسكر بكل قطاعاتهم على أنه حالات فردية مجرد ذر للرماد في العيون!!! المشكلة أعم وأعمق من ذلك بكثير!!!
المشكلة تحتاج العلاج من الجذور عن طريق سن قوانين رادعة و تطبيقها بصرامة على الجميع من الجنرالات إلى الجنود و مراجعة برامج التكوين الحالية التي تحرض على إحتقار المدنيين و الإساءة لهم لفظيا و جسديا و تقنع العسكري أنه فوق الجميع و فوق القانون بل تقنعه أنه هو القانون.
حل هذه المشكلة يحتاج تدريب العسكر على أنهم في خدمة المواطن و حياته أقدم من حياتهم و كرامته أهم من كرامتهم ... و لا يحق لهم بشكل من الأشكال مساس شعرة من رأسه إلا في حالة الدفاع عن النفس و بما تقتضيه الضرورة فقط و الدفاع عن النفس هنا يعني تثبيت المعتدي و ليس الرد عليه أو معاقبته!!!
حل هذه المشكلة يحتاج تدريب العسكر على أنهم مجرد منفذ لتعليمات القانون المتمثلة في أحكام و أوامر أفراد السلطة القضائية و من زاد على تعليمات السلطة القضائية أو نقص يعاقب عقوبة مضاعفة و يوضع مع المجرمين في غيابات السجون و ليس تدريبهم على أنهم كلاب مسعورة عملها هو تمزيق كل من تلتقيه في طريقها أو على الأقل مسح بكرامته الأرض.
العسكري الحقيقي هو من يتعامل مع المخالفين للقانون إنطلاقا من معرفته أن مهمته هي جلبهم أمام من يحق له إصدار بحقهم العقوبة التي يستحقون أما هو فلا يحق له أن يقول لمواطن "ما أحمر وجهك" مهما كان حجم جريمته و بعد أن يطلب منه تنفيذ العقوبة ينفذها إنطلاقا من معرفته أن من واجبه تنفيذ الأوامر القضائية و ليس تلذذا بتعذيب الآخرين و إرضاء لشعوره المريض بالقوة و السلطة.
إن عسكرا خاضوا فترة تكوين طويلة لا يكاد يمر منها يوم واحد دون تكرار عبارات وضيعة مثل "المدنيين التحت والعسكر الفوگ" لا ينتظر منهم غير مثل هذه المشاهد و أفظع!!!!