الراصد : بعد وزارة الدّاخلية، ها هي وزارة الخارجيّة الموريتانيّة هي الأخرى تتخلّص من بعض كفاءاتها بصمت وتقصيهم من التعيينات، بل وتجردهم من مناصبهم التي كانوا يشغلونها، لتستبدلهم بالآخرين.
نهج إقصاء لمكونات موريتانيّة غير العربية في الإدارة الموريتانية هذا، أصبح مألوفا ومتبعا منذ فترة، ويزداد مع كل حكومة ومع كل نظام. كثيرون استبشروا خيرا لما قرأوا برنامج رئيس الجمهورية الانتخابي "تعهداتي" واستمعوا إلى خطاباته المدجّجة بعبارات الأمل، على أمل أن يكون عهده أكثر عدلا ومراعاة لحقوق جميع المواطنين ومساواتهم في المشاركة في بناء الدولة من خلال تولي المسئوليات إلا ما كان من تفاوت الكفاءة، لكثرة تكرار مادة العدالة فيه. ولكن منذ أن تم تشكيل حكومة إسماعيل شيخ سيديا، أصيب الناس بخيبة أمل شديدة.
مع انخراطي في حملة "تعهداتي" حملة رئيس الغزواني، كنت قد كتبب مقالا مبكرا بعنوان "وقفة مع خطاب المترشح" حذرت فيه الإفراط في الأمل، لأنه ببساطة جزء من الأنظمة السابقة، وفي الفترة الأخيرة كان يقود مؤسّسة سيادية في الدولة ألا وهي مؤسّسة الجيش التي لم تكن استثناء فيما يحدث. المقال متوفر في الإنترنت لمن يريد التأكد منه.
وبالعودة إلى وزارة الخارجيّة، فكل بعثاتها في المنظمات الدولية والإقليمية و القاريّة أصبحت محتكرة لفئة واحدة من الشعب، وكذلك السفارات، باستثناء سفير هنا ومستشار هناك. وهذا هو السائد في كل قطاعات الدولة بشكل ممنهج.
فثملا قطاعات الإعلام العمومي، الإذاعة والتلفزيون، هل يعقل أن كل من يجتمعون لاتخاذ القرار فيها كلهم، من المديرين والمستشارين ورؤساء المصالح و رؤساء المحطات، من فئة واحدة!
خلال الأيام الماضية -خلال شهر رمضان- قام مدير قناة الموريتنية الذي جاء لهدم كل ما قام به سلفه (ولد أحمد داموا) لصالح اللّغات الوطنية، قام بإرسال سبع بعثات إلى داخل البلاد، ولم تكن فيها لغة من اللغات الوطنيّة!
حتى المساعدات التي رصدت للفقراء بسبب جائحة كورونا، المرحلة الأولى منها كانت منحازة أيضا تنتقي من تقدم من الفقراء دون غيرهم. على ما يبدو "تعهداتي" مشروع خاص بالناصريين الجدد فقط.
من صفحة Abdullaay soh