الراصد : عزيزي آكل المال العام؛
ما كنت لأعرفك في حركة المرور لولا نزعك لتظليل زجاج سيارتك ، ذكرتني سيارتك بمنزلك في الصكوك والذي يخيل إلى الداخل فيه أنه في قصر الحمراء.
صالونات ، وجلسات ، من الحرير والخشب المغربي الأصلي .
أفرشة وزراب تغوص الأقدام فيها ، جدران وأنقشة ، وكماليات ، تجف حدقات العيون من روعتها ورونقها ، وجمالها .
يعتقد القادم إليك أنه ضيف عند هارون الرشيد في يوم وليمة ولي عهده .
والغريب في كل ذلك أنك منفق، وحمامة مسجد ، ومن شدة أنضباطك واحترامك أنك نزعت تظليل الزجاج الأمامي لسيارتك ال V8!!!
عزيزي ؛
هل تعلم أن ابن عمك (السمسار في البورصة)عند موتك سيستعير سيارة من نوع (بيكوب) من مالك البورصة لأنها أرحم بالجثة من V8.
وصديقك المقرب الظريف الذي يعمل سائق أجرة (190 دَرْسْ) والذي يضحكك ، لن يكلفه تجهيز جنازتك أكثر من 500 أوقية جديدة.
أما أبناؤك الفتيان ، وبناتك الجميلات ، وزوجتك الأنيقة ، سيبكون عليك عدة أيام ،ويكتب ابنك المثقف تدوينة في صفحته في الفيس بوك تتضمن (أبي في ذمة الله ).
وما هي إلا أيام تمتص الديدان فيها جسدك المتعفن وينساك الجميع !!
فهل تعتقد أن الله سيسألك يوم القيامة عن مكان جثة جمال خاشقجي ؟؟؟؟!!!!!
كلا ! إنه يوم يورث عنك مالك كله وتسأل عنه كله !!
إنه يوم يعيش غيرك في نعيمك ، وتسأل أنت عن شقاء الفقراء واليتامى والأرامل والمساكين وابن السبيل... !
فهل يُعقل أن تخاف أمن الطرق ، وتنزع تظليل السيارة ، ولا تخاف الخالق في ثمن السيارة ؟
أوراقك الحقيقية ماستقدمه بيمينك يوم القيامة، و (المحْشَرُ ) الحقيقي ّ هو يوم المحشر .
أحمدو بمب ولد محمدو