الراصد : آن لموريتانيا أن يكون لديها نظام مساعدة اجتماعية دائم معلوم الميزانية وأوجه صرفها ، بعد أن فشلت كل مقاربات مكافحة الفقر ومساعدة المحتاجين ، فكم من صندوق أو وكالة رصدت لها مئات المليارات للعمل في هذا المجال، وكم من خطة استعجالية مرتجلة لمواجهة حاجة ساكنة معينة من إحدى ولايات البلد ، وكم من حملة تبرع نظمت لهذا الغرض وكم من مليار تلقته الحكومات المتعاقبة كمساعدة لها على مكافحة الفقر وخلق تنمية و .....فشلت كل المقاربات وضاعت آلاف المليارات ولن تكون الملايين المتبرع بها والتي أعلن عنها هذه الأيام ب " أنزل بركه " .
شعوب كثيرة وحكوماتها استفادت من الأزمة الحالية لتحسن من ظروفها وتضع خططا مستقبلية تقضي بها على القرارات الإرتجالية وتسد بها نقاط الضعف والخلل في منظومتها الصحية والاجتماعية، وعلى الحكومة الموريتانية خلق نظام معونة إجتماعية مقونن ومنظم ومعروف الإمكانيات والمستفيدين منه استنادا على قوائم الإحصاء السكاني .
تجارب دول كثيرة في هذا المجال يمكن الإستفادة منها ، ويمكن أخذ النظام المتبع ببلجيكا كمثال يحتذى ، فهو جد منظم وجد فعال رغم أنها بلد يبلغ عدد سكانه حوالي ال 12 مليون نسمة يعيشون على مساحة 32 ألف كلم مربع ولا نفط لها ولا غاز ولا معادن طبيعية ، فقط حسن تسيير الموارد المالية والشفافية في ذلك جعل شعبها يعيش ظروفا أحسن من كثير من الدول الغنية أراضيها الفقيرة شعوبها .
المركز العمومي للعمل الإجتماعي CPAS ( centre public d'action sociale ) إن صحت الترجمة ، هو إدارة ذات ميزانية معتبرة تتواجد فروع لها في كل البلديات والقرى ، مجلس إدارتها العام - كما الفروع - ممثلة فيه الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لضمان شفافية عمله وتسييره ، ويقوم بتوفير الحد الأدنى من حياة كريمة لعديمي الدخل ومساعدتهم على ولوج سوق العمل والتكوين ، يدفع مرتبات شهرية ، يوفر سكنا لائقا ، يوفر خدمات كثيرة للأسر والأفراد المشمولين بخدماته ( الصورة ) .
الرأي هو تحويل وكالة تآزر وكافة الصناديق العاملة في هذا المجال - ظرفية كانت أو دائمة - والتي تتوفر حاليا على مئات المليارات، تحويلها إلى إدارة دائمة لديها فروع ومقرات في كل البلديات والقرى ،يعمل بها مئات " المساعدين الإجتماعيين " Assistants sociaux ( صور توضح عملهم وطريقته ) .
من صفحة المدون/hacen abbe