الراصد : مساكم الله بالخير أحبتي الكرام.
كنت قبل قليل في زيارة للسيد الرئيس بيرام الداه للإطمئنان عليه بعد العملية الجراحية التي خضع لها ، وأود بالمناسبة أن أطمئن أعضاء الحركة ومناصريه في الداخل والخارج بأن العملية الجراحية التي خضع لها كانت ناجحة ولله الحمد وهو بخير سوى أنه ملزم من أطبائه بالخلود للراحة ومراجعتهم في مواعيد حددوها له .
أشير هنا إلى أن الرئيس تم حجزه بالمستشفى منذ 25 فبراير حتى الأمس ، خضع خلال هذه المدة لعملية جراحية كانت مبرمجة منذ إجرائه لفحوص قدم إلى بلجيكا خصيصا لها ، وفي الوقت الذي كان البعض يتهكم على غياب الرجل عن حضور جلسات البرلمان وبأنه في جولة سياحية ، كان المعني يرقد على سرير بالمستشفى .
أجريت حوارا مع السيد الرئيس ، ولو أني لست صحفيا ولا أدعي ذلك ، حاولت فيه الحصول منه على مواقفه وآرائه حول أمور حصلت خلال الأيام التي كان فيها شبه معزول عن العالم ( 13 يوما ) .
- السيد الرئيس غبتم أياما قليلة بعد ردكم على بعض من أدلوا بدليهم حول تصريحكم بقمة جنيف ، ولكن الزوبعة التي أثارها التصريح لم تتوقف خلال غيابكم وأسالت حبرا كثيرا ، فهل من تعقيب لكم ؟
/- حصل تعمد في إخراج تصريحي ومضمونه من إطاره الأصلي والإبتعاد به بعيدا عن مقامه والقصد منه ، فمثلا روجوا بأن التصريح كان ضمن خطابي في قمة جنيف وأمام البعثات ، وهذا ليس صحيحا فخطابي نقلته القنوات وموجود على اليوتيوب ونصه تمت مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي ويمكن العودة له ولا علاقة له البتة بالتصريح الذي أثار حفيظة البعض ، فالتصريح كان في مؤتمر صحفي على هامش القمة ، والمؤتمر محفوظ هو الآخر على اليوتيوب ووسائل التواصل الإجتماعي، ولست هنا نادما أو مراجعا لما قلت وسأظل أقوله لأنه حقيقة ، ولكن فقط من باب وضع الأمور في نصابها .
ويبقى الأهم هو أن إعلام النظام المخابراتي عمد إلى تدليس وتحريف لقصدي من عبارة " نظام الآبارتيد " ليفهم العامة بشمولية العبارة بدل خصوصيتها ، فأنا لم أتحدث عن شعب ابارتيد أو شريحة البيظان كشريحة تمارس لابارتيد ، بل تحدثت عن نظام عسكري استولى على الحكم نهاية السبعينيات ومنذ ذلك الوقت وهو يمارس لابارتيد في تعامله مع شرائح من المجتمع ، نظام يظهر تمييزه وإلغائه للآخر كل يوم خميس من خلال التعيينات ورخص التنقيب ومنح الأراضي و .... نظام يمنح رئاسة السلطات لشريحة واحدة ( رئاسة الوزراء ، رئاسة البرلمان ، رئاسة المجلس الأعلى للقضاء وحتى رئاسة الإعلام لو اعتبرناه سلطة رابعة ) .
النظام العسكري الحاكم بالبلد نظام فصل عنصري وتمييز ، ويتجلى ذلك بوضوح في كل قراراته سواء منها ما يتعلق بتقسيم الثروة أو بالتوظيف أو بمنح الفرص في تمدرس جيد وحتى ما يتعلق بترخيص الأحزاب والمنظمات ، سأظل أكرر وصف الواقع كما هو حتى يتغير ، سواء في المحافل الدولية ومن أعلى منابرها وسواء في الداخل من خلال أي منبر يتيح لي فرصة الكلام .
- سال حبر كثير - أيضا - حول رفضكم المشاركة في حوار تلفزيوني دعيتم له والصحفي حنفي الدهاه والسيد ولد أحمد عيشة ، فهل من توضيح لرفضكم هذا ؟
/- لا مشكلة لدي مع السيد حنفي ولا مع السيد ولد أحمد عيشة، كل ما في الأمر أنهم أبرياء بالنسبة لي ، لم يرتكبا - حسب علمي - جريمة انسانية او إقتصادية ولم يتقلدا يوما مسؤوليات يترتب عليها مساءلتهما عنها ومحاسبتهما ، لذلك لم أجد سببا وجيها لأكون وجها لوجه في حوار معهما فليس لدي أية مآخذ او انتقادات أوجهها لهما ، والطبيعي عندي هو أن أستضاف وجها لوجه مع الرئيس أو رئيس الوزراء أو أحد أعضاء الحكومة أو رئيس حزب من أحزاب الموالاة له ثقله الشعبي ، ليكون للحوار معنى وفائدة للوطن والمواطن ، حيث سيكون لدي ما أقوله للضيف المقابل من مآخذ لي عليه وحزبه وقراراته حسب منصبه .
- مؤخرا ، أثار فوكال للسيدة أمنة المختار تنتقدكم فيه ، عاصفة من ردود الأفعال ، فكيف تفسرون ما قامت به وما صحة ما ذكرت من معلومات عنكم والسيد ولد عبد العزيز ؟
/- استغربت كثيرا ما قامت به السيدة أمنة التي أكن لها كثير تقدير واحترام وجمعتني وإياها بعض القضايا الحقوقية في فترة ما ، لم أبخل يوما بتعريفها ومنظمتها للمنظمات والهيئات الدولية وكنت كلما زارني وفد بالبلد طلبت من أعضائه التواصل مع منظمات المجتمع المدني بالبلد وكنت أذكرها لهم ومنظمتها أولا .
لم تصدر مني إساءة يوما لأية منظمة أو حراك بالبلد ، بل العكس ، فقد كنت أتفاعل وأتضامن معهم وكان آخر ذلك تصريح لي يندد باعتقال أعضاء من حراكها الجديد ( التحالف من أجل إعادة تأسيس موريتانيا ) وطالبت بإطلاق سراحهم وعبرت عن حقهم في عقد الإجتماعات كما يكفل الدستور ، هذا أولا .
ثانيا: ما سردت من أمور يطبعه كثير تناقض ، فهي لم تزرني يوما في السجن كما قالت ، ولم تلتقي عندي ما سمتهم بالجواسيس ، والأغرب قولها بأنها كانت مع عزيز وقال لها بأنه أعطاني نقودا وسيارات و ....
كنت أجل السيدة أمنة عن هكذا تقول علي وبالمجان فلم يصدر مني يوما اتجاهها ما يبرر ذلك ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى لم أكن أتوقع من مثلها الهبوط لمستوى القائلين بأني عميل لعزيز أو صنيعته رغم أنها تدرك وتعلم - كغيرها - كم كابدت من ظلم وسجن وحرمان من الراتب والحقوق المدنية في زمن عزيز ، كم أهانتني وكم نكلت شرطته بزوجتي وابنتي وأعضاء وأنصار قضيتي وحركتي ، مع منع الترخيص للحزب والحركة ، ناهيك عن استصدار فتاوى تكفيري وشحن العامة ضدي بالعاطفة الدينية تارة وبالشرائحية تارة أخرى وتنظيم المظاهرات المطالبة بإعدامي و ..... حتى صرت أخشى على حياة أطفالي ولا أضمن عودتهم سالمين من المدرسة فحرموا من وجودي اليومي معهم بعد أن اضطررت لتدريسهم بدكار !
- هل من كلمة لأعضاء الحركة وأنصاركم ؟
/- نعم ، أحييهم وأحيي فيهم صبرهم على الأذى وأوصيهم بمزيد من الصبر على ما يقال وما يفعل .
أخبرهم بأني بخير وسأكون قريبا بينهم إن شاء الله لمواصلة الدفاع عن القضايا العادلة والسعي بكل ما أوتيت من قوة وبكل الوسائل السلمية لتحقيق هدفنا بوجود عدالة إجتماعية بالبلد .
أود فقط أن أضيف بأن وجودي تحت قبة البرلمان أعتبره تواجدا على خط نزال مع السيد الرئيس وحكومته ، وهو ما لم أسعى له منذ لقائي بالرئيس وتعهده لي بتلبية عاجلة لكثير مطالب عرضتها عليه ، كعدالة اجتماعية بالبلد وملف الإرث الإنساني وعدالة في التوظيف والفرص لأبناء وبنات كل الشرائح وترخيص الأحزاب والمنظمات وإلغاء مذكرة التوقيف في حق رجال الأعمال .... ولم تتحقق غير هذه الأخيرة .
كان غيابي عن البرلمان وأنا بالبلد هدنة ضمنية وإعطاء فرصة للرئيس من أجل القيام بخطوات ملموسة تلبي مطالبي التي هي مطالب الأغلبية الساحقة للمواطنين ، غياب قمت خلاله بجولة في مدن وقرى الشمال للإطلاع على أحوال المواطنين والخدمات العامة المقدمة لهم وكيفية تسيير مؤسساتها والمشاكل التي تعترض عملها على أكمل وجه .
عودتي للوطن - قريبا إن شاء الله - ستعني والحال هذه ، عودة لقبة البرلمان بما يشكل ذلك من دخول في صراع - سلمي - مباشر مع النظام بلا هوادة ولا مجاملة فقد ضاع كثير وقت في انتظار تعهدات لم تأتي .
من صفحة المدون / Hacen Abbeعلى الفيسبوك