بيان: ﻟﻘﺪ ﺃﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﻧﺪﻭﺓ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ” ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ” ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺗﻌﺘﺰﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ، ﻭ ﺗﺪﺧﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻟﻸﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﻠﺪﺓ ﻟﺬﻛﺮﻯ ﻣﻴﻼﺩ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻭ ﺍﻧﻌﺘﺎﻕ ﺍﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ ” ﺍﻟﺤﺮ ” ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺩﺃﺑﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺴﻴﺪﻩ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ، ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ . ﻭ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻭ ﺍﻧﻌﺘﺎﻕ ﺍﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮ ، ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﺑﺔ ﻷﻛﺒﺮ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻫﻲ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ . ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻭ ﺍﻧﻌﺘﺎﻕ ﺍﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮ ﻗﺪ ﻧﺸﺄﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﻣﺎﺭﺱ 1978 ، ﻓﺈﻥ ﺗﺨﻠﻴﺪ ﺫﻛﺮﺍﻫﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺒﻴﻦ ﺟﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﺑﺔ ﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ ، ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻀﺎﻓﺮ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﻗﻴﻦ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ . ﻟﻘﺪ ﻇﻠﺖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﺮ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻳﺴﻮﺩﻩ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﻭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺑﺚ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻻﻳﺨﺎﺀ ، ﻭ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ، ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺒﻦ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭ ﺍﻻﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻤﻤﻨﻬﺞ . ﺇﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﺮ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻴﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﻮﻩ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻕ ﻧﺎﻗﻮﺱ ﺍﻟﺨﻄﺮ ، ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻟﻠﺴﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ . ﺇﻥ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻌﻴﺶ ﺃﻭﺿﺎﻋﺎ ﻣﺰﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ( ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺷﻬﻢ ، ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ، ﻭﺍﻗﺼﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ) ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺽ . ، ﻭ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺠﻬﻞ ﻭﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻧﺨﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻛﺘﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ . ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺳﻌﺖ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺍﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﺳﻮﺃ ﻧﻈﺎﻡ ﻛﺮﺱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺿﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﻮﺃﺩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻭﺍﺑﻘﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻜﻞ ، ﻓﻲ ﺁﺩﻭﺍﺑﻪ ﻭ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻤﺔ ، ﺑﻞ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ، ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﻭﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﺣﻜﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺍﻟﺒﻴﻈﺎﻥ . ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﺎﻗﻢ ﺿﺪ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﺴﺎﻟﻤﺔ ﻳﻨﺬﺭ ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ ، ﻭ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻗﻔﺔ ﺗﺄﻣﻞ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻨﺰﻟﻖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻻ ﺗﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻩ .
ﺍﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2019/03/05 ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ المركزية.