النقيب سيداتي محمد ديكو،  الأمين العام السابق لتحالف أساتذة موريتانيا (APM)، يكتب:

اثنين, 29/09/2025 - 14:26

الراصد : أود أن أوضح أن النقابات المتقدمة للاستحقاقات المقبلة مطالبة بالتركيز على برامجها، التزاماتها، ومعرفتها الدقيقة بواقع الميدان للدفاع عن نفسها، بدلاً من الانشغال بخلفيات الانتماء النقابي لخصومها أو مواقفهم من هذه المركزية أو تلك.
للأسف، أصبح النقاش في الآونة الأخيرة يتمحور حول مسألة شكلية تتعلق بالانتماء الجديد لتحالف أساتذة موريتانيا، وكأنه تناقض أو خطأ لا يُغتفر. والحقيقة أن هذا الطرح، عند النظر إليه عن قرب، لا يخلو من التبسيط والتجني.
فنحن في تحالف أساتذة موريتانيا نرى أن ما يُؤخذ علينا ليس عيباً داخلياً يتعلق بتسييرنا أو عملنا الميداني، بل مجرد ارتباط خارجي بمركزية نقابية هي اتحاد عمال موريتانيا (UTM). وإذا كان الانتماء إلى مركزية نقابية يعتبر مأخذاً، فهو مأخذ يشمل جميع النقابات دون استثناء، إذ أن كل نقابة ترتبط بالضرورة بإحدى المركزيات الأربع المعترف بها دولياً.
وللتوضيح، فإن هذه المركزيات نفسها تُصنّف ـ من منظور شائع ومبسّط ـ بتصنيفات إيديولوجية أو سياسية مختلفة: CGTM تُربط تاريخياً بالنقابيين الكادحين، CLTM بحركة الحر، CNTM بالتيار الإسلامي، وUTM بالدولة. ومع ذلك، ظلّ عمل النقابات المنضوية تحت هذه المركزيات مستقلاً في ممارساته الميدانية. فـ SIPES، مثلاً، لم تُمنع يوماً من أداء دورها داخل CNTM، كما لم تُقيد CGTM أنشطة SNES المهنية.
لذلك يحق لنا أن نتساءل: لماذا يُفترض أن اتحاد عمال موريتانيا سيكون أكثر تقييداً للحريات النقابية من غيره؟ ولماذا يُراد تصوير تحالف أساتذة موريتانيا وكأنه أقل قدرة على المبادرة أو أكثر خضوعاً من نظرائه، في حين أن أعضاؤه جاؤوا من تجارب نقابية مختلفة، ولم يخضعوا مسبقاً لأي وصاية إيديولوجية أو سياسية؟
ثم ما هي المصلحة التي قد يجنيها UTM من إضعاف مبادرات مكوناته، بينما تكمن قوته ومصداقيته أساساً في حيوية هذه المكونات واستقلاليتها الميدانية؟
أما فيما يتعلق بالحديث عن "الأغلبية والمعارضة" داخل الساحة النقابية، فهو خلط في غير محله. وكما قال زميلنا الأستاذ سيدي ولد سيد أحمد: "نحن لسنا في ساحة سياسية بل في ساحة نقابية. انتماؤنا لـ UTM لا يعني تبنّي خط الحزب الحاكم، فالمعايير السياسية لا تنطبق على العمل النقابي."
وعليه، فإن التركيز على هذا التفصيل قد يُرضي بعض الخصوم، لكنه لا يقدم شيئاً للأساتذة ولا يجيب على تطلعاتهم الحقيقية. والأجدر بالجميع أن يوجّهوا النقاش إلى ما هو أنفع: البرامج، الإنجازات، وما يمكن أن نقدمه للأساتذة.
وفي نهاية المطاف، فإن الانتماء إلى UTM، على عكس ما يُقال، يُجنبنا شبهات الانحياز الإيديولوجي، ويمنحنا مساحة أوسع للعمل النقابي النزيه والمستقل.

بتصرف...