
الراصد : لن تصدق أم عينيك، و بصرك يلامس واقع البؤس و الشقاء؛ حين ترى طوق الجوع و العطش و مطرقة الأسعار و سندان الفجار من التجار. الكل يعصر و يطحن مجموعات السكان الذين باتوا تحت الحصار في رحب الفضاء؛ حيث لا طعام ولا شراب، أما غير ذلك من أبسط مقومات الحياة، حتى لا أقول ضرورات التنمية، فلا.
لن تصدق كل هذا أو ذاك، و أنت تسمع كل يوم و ليلة الكلام المعسول، ينصب من أفواه الوزراء، و هم يتحدثون بفخر عن الماء الشروب و الطعام الميسور، و الصحة و التنمية، و الصرف الصحي، و البنى التحتية الطرقية و غيرها مما يلزم لرفاه السكان.
لكن الواقع الصادم و المرير، واقع الأمر الصارخ، ينذر بأن الماء صديد و الطعام حديد، و لا قرينة و لا مصداق لكلام الوزراء عن نجاعة السياسات العمومية على أي من مسارات التنمية القاعدية. ذلك الحق الطبيعي و الشأن المفروض للسكان. و لنكون في صورة أكثر وضوحا، فلنظر فقط إلى حال الماء ” المشروب” في مدينة روصو و ضواحيها، لنتصور حجم الكارثة بعدها، و مدى الخطر الداهم، و ما بات يهدد بشكل جدي، وجودي صحة مجتمع بأكمله؛ بل و بقائهم على قيد الحياة. و ختاما نطرح سؤالا مشروعا و مفتوح،هل كذبوا على رئيس الجمهورية، هذا الرجول الذي يوصل الليل بالنهار سعيا إلى تحقيق التنمية و الرخاء لشعبه، أم أنهم احتقروا الشعب و تجاهلوا النخب؟؟
