إلى دعاة التفرقة / بقلم عبد الله البخاري

سبت, 13/09/2025 - 16:56

الراصد : إلى الذين يحاولون اليوم النفخ في نار الشرائحية والعنصرية وإحياء أوهام التمييز الاجتماعي، أقول: لقد عشنا ولله الحمد عقودا من الزمن لا نعرف خلالها إلا أننا موريتانيون متساوون في المأكل والمشرب وحتى في الملبس إن دعت الضرورة.
في أحياء السبخة والميناء وكبة مندز والمدائن ولاحقا في عرفات  لم نكن نعرف فارقا بين بيظاني أو حراطين أو كوري أو أمعلم أو آزناكي. 
الكل يتحدث لغة الآخر ويشعر بالفخر وهو يتقنها. 
كنا نلعب سويا ونتعلم سويا ونتقاسم لقمة العيش، ولم يكن أحد يشعر بالدونية أو يستحضر عقدة الانتماء الاجتماعي.

اليوم، للأسف، يخرج من يصفون أنفسهم بـ"الحقيقيين" ليعزفوا على أوتار التفرقة بدعوى استرجاع حقوق أو مكانة ضائعة. والحقيقة أن كثيرا من هؤلاء لا يسعون إلا إلى كسب حظوة مادية أو نقاط سياسية أو الظهور أمام منظمات دولية تحتاج إلى روايات عن التهميش والاضطهاد لتمارس دورها.

إن كانت هناك تجاوزات مورست في الماضي، فنحن أبناء هذا الجيل لم نمارسها ولم نرض بها، لأننا عشنا نفس الظروف من فقر وبؤس وضيق عيش جراء الجفاف الذي ضرب البلاد وأجبر الجميع على النزوح إلى العاصمة.
علينا أن نغلق الباب أمام من يريد زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وأن نتذكر أننا أقوى بتنوعنا وأغنى بتعايشنا، وأن خطاب التفرقة لا يخدم إلا أصحابه الباحثين عن أضواء زائفة على حساب لحمتنا الوطنية.
/ عبد الله البخاري