
الراصد : ليس مناسبا أن نعتقد أن بيجل ولدهميد يمارس الشطط السياسي أو يتكلم فقط لأنه يريد أن يتكلم
بيجل رجل سياسي " فاره" يعارض بحدة ثم يوالى ب" حدتين"
من أكثر السياسيين خبرة فى الشأن المحلي سياسيا واجتماعيا
لم يرد بيجل الانخراط فى الجدل العقيم حول هوية " لحراطين" فموقفه لا غبار عليه وهو نفسه موقف مسعود ولد بلخير ومئات الأطر والمثثففين فى الشريحة
يؤمن بوجود مكونة عربية ومكونة زنجية فى موريتانيا والمكونة العربية بها بيض وسود
السود وقع عليهم ظلم تاريخي لابد من تجاوزه بإنصاف اجيالهم الحالية عبر بناء بلد عدل ومساواة يغسل تاريخ العبودية نهائيا ويحارب رواسبها ويتيح الصحة والتعليم والاعتبار لكل الموريتانيبن
قناعة لدى بيجل وهو بالمناسبة مناضل حقوقي شرس طوال مراحل شبابه ودراسته لكنه نضال وطني داخل الخيمة الموريتانية وبها ولها ومنها ولا دخل فيه لأية أطراف اجنبية أو جهات محلية تسعى لنشر الفتنة
عندما أثنى بيجل على وزير الخارجية الحالى محمد سالم ولد مرزوك كان يعنى جيدا مايقوله ويتحمل مسؤوليته
واضحة رسائل بيجل من حديثه عن ولد مرزوك
دعونا نمر بها سريعا
* رفض مامورية ثالثة من حيث المبدأ
* لفت الإنتباه إلى أنه لن تسقط السماء على الأرض إذا كان خليفة غزواني سياسيا من " لحراطين"
* لا مشكلة فى دعم خلافة " حرطاني" لغزواني إذا أقرت صناديق الاقتراع ذلك
* مقاسات " الحرطاني" الرئيس حسب بيجل تتوفر فى ولد مرزوك
- إطار وطني منضبط
- يحقق توازنات جهوية واحتماعية مطلوبة تقليديا
- سياسي مهذب لا ينطق العوراء ولا مشكلة لديه مع أي مكون محلي ويحظى باحترام الجميع
- سيقود البلاد بحكمة "السياسي" لا بعصبية" الحقوقي" ومساطره الإقصائية
- يحقق ترشحه توازنا فى الاغلبية يعول عليه فى انسيابية مسار الجمهورية
- يسحب البساط من تحت مترشحين قد يحملون خطابات صدامية وافكارا مدمرة للتعايش والمسنقبل
يحقق بيجل من تزكية ولد مرزوك مجموعة أهداف
* التشبث ب" السيستم" الحالى ورفض مغادرة خنادقه ورفض مقاطعة فنادقه
* يريد بيجل أن يوضح أنه بقدر ما يؤمن بعدالة مطالب" لحراطين" ويدعمها فإنه لا يرى لها تلبية خارج وحدتهم مع " البيظان" وهي وحدة حضارية ثقافية اجتماعية وتنسيق وطني شامل بين عرب موريتانيا وزنوجها شركاء الدين والوطن والمصير المشترك
* بيجل التقى قيادات سياسية وحقوقية من خارج النظام( ظاهريا على الأقل ) ويريد توضيح أنه ثابت مع النظام وقادر على الإمساك بمنتصف العصا فى علاقاته السياسية المحلية
* يلمح بيجل إلى أنه على الموريتانيبن أن يتوقعوا رئيسا من " لحراطين" أو " الزنوج" وأن الأمر طبيعي ولربما فى تزكيته لولد مرزوك تحضير نفسي للمشهد السياسي المحلي لاية تطورات سياسية قادمة
هل نسق بيجل وهو يزكى ولد مرزوك مع النظام
لا نملك جوابا محددا ولكن ولد مرزوك ابن النظام المدلل وبيجل مستشار النظام الحكيم
وعلينا التكهن بأن ماقاله بيجل هو أصلا حجر ملقى فى " ماء" سياسي محلي أكثر عفنا وركودا من مستنقعات خريف العاصمة
ويراد من كلامه
معرفة هل سيقبل السياق السياسي العام محليا فكرة ان يترشح ولد مرزوك
قياس قدرة ولد مرزوك مثلا على منافسة بيرام الداه أعبيد
التعرف على قوة جناحين متصارعين محليا
جناح نضال حقوقي يلبس عباءة السياسة للحصول على رئاسة البلاد يمثله حسب النظام بيرام الداه اعبيد ويعتمد خطابا عصبيا خاصا به
جناح نضال سياسي محض يسعى للرئاسة يمثله حسب بيجل الوزير ولد مرزوك وهو جناح معتدل هادئ الخطاب يبتعد عن الشحن العرقي والعصبية اللونية
الوصول لمقاربة بشأن إمكانية ترشيح الاغلبية ل" حرطاني" أو حتى " كوري" تصارع به خصومها فى المعسكر الآخر وهو ليس معسكر معارضة لأنه لاتوجد معارضة الآن فى البلاد بالمفهوم الحقيقي الجاد للمعارضة
خلاصة القول أن بيجل من اكثر السياسيين المحليين ذكاء وفطنة
وحديثه عن ولد مرزوك ليس اعتباطيا فهو فى أدنى حالته " هدرزة" بما فى نفس "أغلبية" بدأت تمد قرن استشعار من خارج قوقعتها الحديدية الخرساء استشرافا لتحولات سياسية واجتماعية واقتصادية محلية تتطلب تفكيرا جديدا جريئا خارج كل " القواقع" و" الصناديق" التقليدية المتآكلة
