
حذّر والي اترارزة، أحمدن ولد سيد أب، من الخطر المتصاعد للمخدرات داخل الأوساط المدرسية في الولاية، داعياً إلى تكاتف الجهود للتصدي لهذه الظاهرة التي وصفها بـ«المتنامية والمقلقة».
جاء ذلك خلال اجتماع موسّع عُقد قبل أيام في مدينة روصو عاصمة الولاية، بحضور ممثلين عن قطاعات التعليم والصحة والأمن والشؤون الاجتماعية والشباب، بالإضافة إلى نشطاء المجتمع المدني.
وشدد الوالي على أن المخدرات تشكّل خطراً حقيقياً على الأجيال الناشئة في المنطقة، داعياً إلى تنسيق العمل بين السلطات التربوية والأمنية للتصدي لهذه المشكلة التي تتطلب تدخلاً جماعياً وعاجلاً
حالات مشتبه بها في المدارس
القلق الذي يثيره انتشار المخدرات في الوسط المدرسي، دفع الجهات المعنية إلى، محاولة رصد وتشخيص المؤشرات المتعلقة بانتشار الظاهرة في الوسط المدرسي، في المدينة الحدودية.
المدير الجهوي للتربية وإصلاح النظام التعليمي بالولاية، عالي المختار إكريكد، قدم عرضا أمام وسائل الإعلام الجهوية، أشار خلاله إلى خطورة الظاهرة من زاوية تربوية، مبرزًا بعض “المؤشرات التي تم رصدها في المؤسسات التعليمية، مثل السلوكيات العدوانية، التغيب المتكرر، وحالات يُشتبه في ارتباطها بتعاطي مواد مخدرة.”
كما أشاد بالدور الذي يمكن أن تلعبه الصحافة الجهوية في توعية الرأي العام، داعيًا الإعلاميين إلى مواكبة الجهود الرسمية بحملات تحسيسية هادفة.
توصيات..
في ختام الاجتماع، دعت السلطات إلى اتخاذ تدابير للتصدي لمشكلة المخدرات داخل الأوساط المدرسية في الولاية.
وأوصت بتعزيز المراقبة حول المدارس وعند نقاط الدخول، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعوية دورية للتعريف بخطورة هذه الظاهرة على المجتمع في الحاضر والمستقبل.
كما شددت على أهمية تكوين الأطر التربوية للتعرف على علامات التعاطي في وقت مبكر، وإشراك الأسر ورابطات آباء التلاميذ في جهود التوعية والرقابة. واقترحت أيضاً إنشاء مرصد على مستوى الولاية لمتابعة تطورات المشكلة واقتراح حلول مناسبة للتعامل معها
ظاهرة تتطلب المواجهة
في الأثناء، يرى مراقبون أن التحرك الذي اتخذته السلطات في ترارزة خطوة ضرورية في مواجهة المشكلة، لكنه يظل غير كافٍ ما لم يقترن بإجراءات عملية على الأرض. فانتشار المخدرات لم يعد يهدد القطاع التعليمي وحده، بل أصبح يقوّض أسس المجتمع ويضع مستقبل الأجيال القادمة في دائرة الخطر.
ويبقى التحدي الحقيقي في الانتقال من الأقوال والتحذيرات إلى الأفعال على الأرض، داخل المدارس والبيوت، وعبر وسائل الإعلام والشارع على حدٍّ سواء