رسالة مفتوحة إلى السلطات الموريتانية و الرأي العام : سيادتنا خط أحمر

أحد, 01/06/2025 - 23:35

الراصد: في لحظة حساسة من تاريخ أمتنا ، و في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات متسارعة ، يخرج علينا أحد أبناء المؤسسة العسكرية ، برتبة لواء في القوات المسلحة الموريتانية ، ليطلق تصريحا في غاية الخطورة ، مفاده أن هناك جزءا من الأراضي الموريتانية شمال البلاد قد تم احتلاله أو التمركز فيه من طرف جهة أجنبية ، و يؤكد أن بحوزته أدلة دامغة تشمل صورا من الأقمار الصناعية و إحداثيات دقيقة ، بل و صورا لقاعدة عسكرية تحمل شعار ( الله الوطن الملك )  لسنا هنا بصدد توجيه الاتهامات ، و لا نرغب في إذكاء نار الفتنة أو الإساءة إلى أي دولة من المفترض أنها شقيقة . لكننا كمواطنين و ممثلين عن الرأي العام ، لا نستطيع أن نقف متفرجين إزاء تصريح بهذا الحجم الخطير ، دون مساءلة أو تمحيص . نحن نعلم كما تعلمون ، أن السيادة ليست شعارا فقط بل هي الركن الأساسي في بقاء الدولة و استقرارها لذلك فإن أي شبر من تراب موريتانيا ، لا يمكن أن يكون موضوع مساومة أو غموض شرقا و لا شمالا . في هذه الحالة
لا نملك رفاهية الصمت حين يقال إن أرضنا مستباحة في الشرق و الشمال ، و لا نملك ترف التجاهل حين يطرح سؤال السيادة بهذا الشكل العلني . نلتمس العذر ، و نعطي الفرصة للتوضيح ، لكننا نرفض أن نترك في الظلام . موريتانيا ليست بلا سيادة ، و لن تكون بلا صوت . و إننا نرفع هذه الرسالة ، لا من باب التشكيك ، بل من باب الواجب الوطني ، مؤمنين أن في هذه البلاد رجالا و نساء لا يقبلون التفريط ، و لا يسمحون بانتهاك الكرامة تحت أي ذريعة . الرسالة المفتوحة إلى كل من رئاسة الجمهورية ، الوزارة الأولى ، وزارة الدفاع ، البرلمان الموريتاني ، خاصة لجنة الدفاع و الأمن ، رؤساء الأحزاب السياسية ، وسائل الإعلام الوطنية
و ندعوهم للقيام  بفتح تحقيق رسمي شفاف و عاجل كماينبغي سماع إفادة اللواء صاحب التصريح ، و الإطلاع على ما بحوزته من أدلة ، و تحديد ما إذا كان ما قاله حقيقة تستدعي الرد ، أم أنه سوء فهم أو تضخيم لمعلومة غير دقيقة . ثم يوضح إذا كان الأمر يتعلق باتفاقية أمنية أو تعاون ميداني ، فليقال ذلك بوضوح . و إن كان هناك خرق للحدود أو انتهاك للسيادة ، فليكشف للرأي العام مع تحديد الخطوات التي تنوي الدولة اتخاذها . إن الغموض في مسائل السيادة لا يخدم أحدا ، بل يفتح المجال أمام الشكوك و التأويلات و هو ما لا نبتقي . إن ما يجري يتجاوز حسابات السياسة و الاصطفافات . إنه قضية وطنية بامتياز لذا ندعو الجميع موالاة و معارضة ، مجتمعا مدنيا و إعلاما  إلى التحلي بالوعي و الحذر و عدم السقوط في فخ الفرقة أو التسرع في الأحكام .

اللهم احفظ موريتانيا ، أرضا و شعبا و سيادة .

مكي عبد الله عضو و ناشط في منظمة إيرا الحقوقية و عضو في حزب الرك 

انواذيبو بتاريخ : 02/06 2025