المطالبة بإسقاط نظام الأبوة دعوة هدامة و مضللة مستوحاة من قانون النوع

خميس, 20/02/2025 - 11:47

الراصد : انتشر علي نطاق واسع عبر وسائل الإتصال الإجتماعي محتوي مخادع و مضلل لفتاة موريتانية تدعو فيه دون إستحياء أو خجل إلي إسقاط نظام الأبوة .
يأتي هذا في وقت تلاشت معه القيم المجتمعية و تراجع خلاله دور الأسرة و المجتمع و المدرسة و رجال الدين و غاب فيه مفهوم الدولة الحاضنة .
و هي دعوة صريحة مستنبطة من قانون النوع المثير الذي سمي فيما بعد بقانون الكرامة لمكافحة العنف ضد النساء و الفتيات .
بعدما أثار جدلا واسعا حينها داخل الأوساط الدينية و القانونية و الثقافية و الإجتماعية ،
شكل هذا القانون من حيث المضمون خروجا علي الثوابت الدينية و القيم الأخلاقية و تقاليد و أعراف المجتمع .
لمخالفة و تعارض بعض مواده مع الشريعة الإسلامية التي ينص الدستور الموريتاني علي أنها هي المصدر الأول للتشريع في البلاد.
كما قوبل أنذاك برفض شعبي كبير من قبل فقهاء و برلمانيين و قوي سياسية و كتاب و نشطاء و غيرهم.
و قد سبق أن أعتمدته و تبنته حكومات سابقة و أحالته إلي البرلمان مرتين متتاليتين للتصويت دون جدوي قبل أن تتراجع أمام تصاعد قوة الرفض وطنيا.
لاشك أن الإسلام كرم المرأة كأم و أخت وبنت و زوجة فأوصي بها الأزواج خيرا و أمر بالإحسان في عشرتها و أخبر أن لها من الحق مثل ما للزوج إلا أنه يزيد عليها درجة لمسؤوليته في الإنفاق و القيام علي شؤون الأسرة و بين أن خير المسلمين أفضلهم تعاملا مع زوجته و حرم أخذ مالها دون رضاها.
و من ذلك قوله تعالي في سورة النساء ( و عاشروهن بالمعروف ) .
و كفاهم فخرا أن القرآن الكريم تضمن سورة أطلق عليها سورة النساء.
في حين يجمع بعض المراقبين أن هذا القانون يؤسس و يكرس لإشاعة عقوق الوالدين و إسقاط حق الولاية ضمن أمور أخري و ما يترتب علي ذلك من مخاطر علي كينونة و تماسك الأسرة و المجتمع و يتنافي مع أحكام الشريعة السمحاء.
ماذا يفيد إسقاط نظام الأبوة و يضيف قانون النوع للبشرية ؟
بعد كمال الشرائع من الأوامر و النواهي و الحلال و الحرام لحظة قوله صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع كما في الآية الكريمة من سورة المائدة ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا ) صدق الله العظيم.
بيننا يري بعض فقهاء القانون أن مضامين هذه المسودة مستخرجة و مستنبطة و مستوحاة من إتفاقية سيداو الهادفة للقضاء علي جميع أشكال التمييز ضد المرأة برؤية مدنية غير دينية و التي أعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1979 م و قاطعتها أنذاك مجموعة الدول الإسلامية غير علمانية لمخالفتها الصريحة لأحكام الشريعة.
و ان هذا الإختلاف مرده هو المساواة المطلقة بين الرجل و المرأة .
ولا يقصد بذلك أن الشريعة الإسلامية أرادت ظلم المرأة فهي تنبع من العدالة الإلهية المطلقة .
فكيف لإتفاقية بشرية أو قانون وضعي أن يكون أكثر عدلا من تشريع إلهي ؟
مصدره القرآن الكريم أقدس كتاب سماوي .
( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ) صدق الله العظيم .
في إطار الوقوف علي حيثيات نقاط الإختلاف و الفوارق بين مضامين اتفاقية سيداو و أحكام الشريعة الإسلامية.
أرتأيت أن أعرج بكم علي ابعاد أوجه المقارنة التالية : –
1 – اتفاقية سيداو تقول إن المرأة مثل الرجل .
القرآن الكريم يقول ( ليس الذكر كالأنثي ).
2 – اتفاقية سيداو تقول لايسمح للرجل بالتعدد.
القرآن الكريم يقول ( أنكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث ورباع ..)
3 – اتفاقية سيداو تقول الأولاد ينسبوا لأمهاتهم في التسمية.
القرآن الكريم يقول ( أدعوهم لآبائهم…).
4 – اتفاقية.سبداو تقول لا توجد عدة للمرأة.
القرآن الكريم يقول ( و المطلقات يتربصن بأنفسهم ثلاثة قروء ) .
5 ‐ اتفاقية سيداو تقول الرجل لا يملك الولاية علي المرأة و الأب لا يملك الولاية علي بناته .
القرآن الكريم يرد ( الرجال قوامون علي النساء ) .
6 – اتفاقية سيداو تقول الذكر و الأنثى في الميراث واحد.
القرآن الكريم يؤكد ( للذكر مثل حظ الأنثين ) .
7 – اتفاقية سبداو تري أن الرجل يمكنه الزواج من رجل مثله و المرأة يمكنها أيضا من إمرأة مثلها .
القرآن الكريم يقول( أتأتون الذكران من العالمين ) .
8 ‐ اتفاقية سيداو تعطي المرأة حق الإجهاض .
القرآن الكريم يقول ( و لا تقتلوا أولادكم ) .
9 ‐ اتفاقية سبداو لاتجرم العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية لكلا الزوجين .
القرآن الكريم يقول ( و لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة و ساء سبيلا ) .
10 ‐ اتفاقية سبداو تقول المرأة ترتبط بمن تشاء و تنفصل متي تشاء و تعاود الإرتباط أيضا متي تشاء.
القرآن الكريم يقول ( محصنات غير مسافحات و لا متخذات أخدان ) .
11اتفاقية سيداو تحدد سن الزواج بعد الثامنة عشر.
القرآن الكريم يقول ( و ابتلوا اليتامي حتي إذا بلغوا النكاح ) صدق الله العظيم.
تأسيسا لما سبق فإننا نتطلع أكثر من أي وقت مضي إلي تعزيز دور و مكانة المرأة داخل المجتمع الموريتاني و تجريم العنف ضدها بغية الحد منه و القضاء عليه من خلال خلق و إرساء قانون إبن بئته يراعي طبيعة و خصوصية الثوابت الدينية و الأخلاقية و الوطنية و ضرورة الإحتكام إلي الدين الإسلامي ليس إلا .

اللهم ثبتنا علي كتابك و سنة نبيك محمد عليه أفضل الصلا و السلام.

حفظ الله موريتانيا
اباي ولد اداعة.