رب ضارة نافعة….

جمعة, 14/02/2025 - 18:48

الراصد : وصل  فريقنا إلى مقر الإتحاد  الإفريقي  في أديس أبابا حفاة عراة أشعث اغبر  ،  يسدل يديه ويمشي بخفي حنين     : 

يقول المثل العربي: «رُبّ ضارّة نافعة»، فقد تأتي بعض الأحداث المضرّة  بالعلاقات  الدولية  والدبلوماسية ، وكافة المجالات  التنموية  بمنافع للدول ، وهذا ما جاء ذكره في كتاب الله العزيز: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)... ويعني ذلك :  أن الحياة  قد تجبرنا على  بعض  الأحداث المؤلمة، والمصائب الموجعة،  والقرارات  البدوية  ، والقيادة  الضعيفة ، والأشخاص  عديمي الكفاءة  والخبرة  ، وهذه  اشياء تكرهها  أنفسنا ، فربما جزعنا  أو أصابنا  الحزن، وظننا  أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية، والفاجعة المهلكة، لآمالنا وحياتنا ، فإذا بذلك المقدور منحة في ثوب محنة، وعطية في رداء بلية، وفوائد لأقوام ظنوها مصائب، وكم أتى نفع الدول   من حيث لا تحتسب... والعكس صحيح ،  فكم من  دول  سعت في شيءٍ ظاهره خيرٌ، وأهطع إليها ، واستماتت  في سبيل الحصول عليه، وبذلت الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما يريده شعوبها .

فالمثل العربي ،  (رُب ضارة نافعة) لم يأتِ من فراغ، فقد مرت  دول كثيرة  بظروف وأمور  سببت لها  الأزمات ، و ظن أهلها  أنهم  خسروا   الكثير، ولكن ذلك الضرر قد أزال عنها  مصيبة كبيرة قد تحصل لها  مستقبلاً، أو تأتي بعدها منفعة . لقد شهد العالم بأسره  اليوم  ضعف أداء  نظام الرئيس  محمد  ولد  الشيخ  الغزواني  ، وعدم حفاظه على ادبيات  العلاقات  الدولية  والأعراف  الدبلوماسية. لقد أرسل فريقا يقوده من ليس له علاقة بالحقل ، ويمثله تحت قبة الإتحاد الإفريقي من ليس له علاقة بالحقل أيضا ،  صاحب الفخامة، كيف سيسمح باعة العسل للحمير ان يشربوا مرة ثانية من عسلهم؟ ...!!!!!! 
اما بخصوص الشعب الموريتاني فيجب عليه  أن  يأخذ  من التاريخ عبرة، فكثير من  الدول كان يحكمها ويسوسها جهلتها ، لكنها تخلصت من مصيبتهم بعد ردح من الزمن . 
و عاشت  شعوب تلك الدول تحت الغبن والتهميش  وعدم العدالة والمساواة  ، واكتوو  بنار الجمر والرصاص، لكنهم أدركوا  أخطاءهم  وبادروا بعملية   التصحيح . ان بلادي  المنكوبة  موريتانيا فقدت السيادة الوطنية ، وخسرت العلاقات  الدولية  ، فهي الآن  بين الأمل  والألم  ، إلى  أن يحكم الله وهو خير الحاكمين .... !!!  تقول خطى هذا الفريق ، ليس على الأعمى حرج ولا على المريض حرج ، وفي ذلك دلالات كثيرة  يفهمها أصحاب  الضمائر  الحية  والغيورون  على  المصلحة  العليا  للبلد.....!!!!! أما  الشعب الموريتاني  المطحون  فلسان حاله  يكرر بصمت متى سيقذف  اليم تابوت الضياع....؟؟                                        إبراهيم  الخليل  بده

عن / المنصة