الراصد : لقد اعلنت قبل الانتخابات الرئاسية الماضية أن اخطر ما يمكننا فعله هو انتخاب ولد الغزوانى لخمس سنوات أخرى،لقد انطلقت في ذلك من اعتباربن : الاول الحاجة إلى تغيرات جذرية لانرى غزوانى قادرا على تحقيقها وثاتيا: انطلاقا من نتائج التجربة التى عشنا في فترة غزوانى الاولى حصلت عندى الثقة بعدم امكان قدرة غزوانى على التغيير،،وكنت اعلم صعوبة الوضع والحاجة لمن يقدر على التجديد ، وأعلم استحالة ان يكون ولد الغزوانى هوالمجدد..
وقد رأيت الكثيرين من هذا الطيف الذي يمثل صدارة الطبقة السياسية المهتمة بالامور السياسية في البلاد قد التقى رايهم وجهدهم على دعم اعادة انتخاب ولد الغزوانى ،ورغم تفهمى لدوافع البعض وإكراهات ظروف البعض وحالة آخرين فقد استمر استغرابى في ازدياد لعدم رؤية الجميع لما رأيت من عدم استطاعة غزوانى قيادة البلاد وحل مشاكلها التى تعقدت كثيرا وازدادت صعوبتها وتعقدها أثناء فترة غزوانى الاولى ولم نرى مايدلنا على أنه أدرك حقائق وإلحاح مواجهة مشكلاته،
لكن غزوانى هو ومن يدعمه بذلوا مابذلوا من أعمال صحيحة وأعمال غير صحيحة حتى انتخبوه وقبل الجميع او اسكتوا واصبح انتخابه امرا واقعا ،واصبحنا أمام استحقاق لامناص من مواجهة حقائق الواقع ومتطلبات الظروف،فهذا غزوانى في السلطة وهذه موريتانيا تبحث عن مخرج من ضائقتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية ،تبحث عن سبيل لدعم وحدتها وتصحيح مسارها ،وتبحث عن سياسة اقتصادية تسمح بخفض الفقر وتحسين مستوى المعيشة ،فماذا رأينا من تدابير تشير إلى توجه في الاتجاه الذي نحتاج ؟!
لقد راينا غزوانى عاود ماعرفنا من نهجه وسلوكه ،ذهب إلى النوم وترك وزرا ء الداخلية والعدالة والدفاع والخارجية ،يمارسون التفنن في اتخاذ مايرونه محققا لمصالحهم، ومصالح محيطهم .والوزيرالاول يحاول تاكيد دور له ونفوذ في باقي قطاعات الدولة المنفلته فوضاها من عقالها والمبعثرة والمتعثرة في مشاكل لا اول لها ولا آخر بفعل عوامل اختيار المسؤولين بالتعيينات المعتمدة على الزبونية والمحسوبية والوساطة ،الامور التى جعلت قطاعات إلإدارة والمصالح المركزية في مستوى من السوء والعجز غير مسبوقين،
إننا في الاسابيع الاولى من فترة غزوانى الثانية في وضع من سوء الاحوال يصعب تصوره فالامراض تكاد تكون اوبئة متفشية والعلاج في مستوى من الغلاء لايمكن تصوره،والميتشفيات ضاقت عن المراجعين إلى درجة بقاء المرضى في الشارع لامكان لهم ولاسرير في المشتشفيات ولا في النقاط الصحية، والكهرباء والمياه في اسوأ وضع عرف من قبل في انواكشوط ،والتعليم عند افتتاح المدارس تبين عدم الجاهزية له في التنظيم والبنى التحتية ،وفي المناهج،بحيث لم يتضح حقيقة السياسة التعليمية واين مايجرى مما كنا نسمع من برامج ؟!
إن الرئيس غزوانى ليس خائنا ولا عامدا التقصير في استيعاب الواقع وعلاج مشكلاته والتعامل معها وإنما بسبب انه لم يكن أصلا يدرك ما هو الواقع فعلا وكيف يمكن علاجه ولذلك فالعار ليس عليه وإنما على الذين بلغ بهم الغباء والنفاق وعدم الاهتمام بالوطن ومصالحه ان تسببوا في دفع غزوانى. ودعمه للتقدم لمهام ليس قادرا على أدائها والقيام بما يلزم اتجاهها!!!
التراد بن سيدى