الراصد : لنكن واضحين في هذا الأمر: لا توجد “مدارس حكومية جمهورية”، بل هي عبارة عن مكبات للمدارس الحكومية يُلقى فيها أبناء وبنات الملعونين في الجمهورية، أبناء الشعب الصغير، المعذبين بالفقر، المحتقرين والمنسيين، الذين تتظاهر الدولة العميقة بتعليمهم من أجل تحقيق الأرقام التي تحتاجها لتمويلها الخارجي. في الوقت نفسه، يمكن لأبناء وبنات العائلات الكبيرة الشهيرة أن يلتحقوا بالمدارس في الخارج، القريب والبعيد، أو أن يتعلموا في الداخل على يد أفضل المعلمين في نظام يدفعهم باستمرار إلى التسول كالطفيليات للحصول على نصيبهم من التقدير. المدارس الحكومية هي الوحيدة الباقية التي توفر الحد الأدنى من اللياقة التعليمية والمادية، حتى لو كان ذلك بثمن لا يكاد يتحمله متوسط الدخل. أما المدارس الخاصة فلا تزال، وستظل، شريان الحياة لأبناء الطبقة الوسطى والكتلة العظمى من فقراء المدن. إن الهجوم عليها، باسم ما يسمى بـ”مدرسة الجمهورية” التي لويت رقبتها منذ زمن طويل، وأفرغت روحها منذ زمن طويل، هو تضحية بأبناء الفقراء، والحكم عليهم بالجنوح المضمون، واليأس الكبير من آبائهم.
فيا سادة يا سادة يا سادة يا أولي الأمر، أنشئوا أولاً مدرسة حكومية حقيقية وضعوها في منافسة المدارس الحكومية وخاصة بوضع أولادكم وأبناء إخوتكم وأبناء أخواتكم فيها. اجعلوها مدرسة للمتفوقين، وعندها ستكون المدارس الحكومية مجرد مدرسة مساعدة. وإلا فاتركوا الناس وشأنهم واتركوا المدارس الحكومية تواصل القيام بالمهمة التي تعجزون عنها تماماً…
لو غورمو 12/10/2024