صوتيات العزة منت الشيخ آياه: رسائل خفية وتحالفات غير متوقعة في مشهد معقد.. 

أحد, 22/09/2024 - 10:41

الراصد : أثارت صوتيات العزة منت الشيخ آياه، اليوم، الكثير من التساؤلات والتأملات في الساحة السياسية والاجتماعية.. 
البداية كانت مع إدراك أن الاتهامات حول مصدر ثروة العائلة تتجاوز مجرد الإشاعات العارضة. 

ومع أنني لا أميل إلى تبني فرضية أن المخدرات هي مصدر هذه الثروة، فإن هذا لا يعني أنني قادر على نفيها أو تأكيدها، فالعدالة تتطلب أدلة دامغة وواضحة، وليس مجرد الشكوك أو الظنون.

العزة، برزانة تنظيمها وهدوء نبرتها، استطاعت أن تقدم صوتيات محملة بالرسائل الذكية والمبطنة.. 
ورغم أنها بدت وكأنها تتحدث إلى أفراد العائلة أو المحيط القريب، إلا أن الحقيقة أن تلك الكلمات كانت موجهة إلى جمهور أوسع بكثير. 

وكان في اختيار العبارات نوع من الدهاء السياسي، حيث لم تخلُ من محاولة التأثير على الرأي العام واستمالة الجميع إلى جانبها، سواء كانوا من السلطة أو من عامة الناس.

إحدى الرسائل الرئيسية التي سعت العزة إلى إيصالها هي تذكير الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بدورها في دعمه خلال الإنتخابات السابقة، وكأنها تقول له: "كنا هنا وقت الحاجة، وكان لنا الفضل في نجاحك." ولعل الهدف من هذه الإشارة هو إقناع الرئيس بأن الهجمة التي تتعرض لها اليوم ليست سوى محاولة للتشويش على مأموريته، وأن استهدافها هو في الواقع محاولة لتعطيل مسيرة إنجازاته.

لم تغفل العزة في صوتياتها عن توجيه استعطافها نحو السلطات العليا، والطرق الصوفية، وحتى الفقراء والأغنياء على حد سواء.

لقد كانت تلك محاولة ذكية لخلق نوع من التحالف غير المعلن، حيث سعت إلى كسب تعاطف الجميع وإبراز نفسها كضحية لحملة غير نزيهة، وكأنها تسعى لترسيخ نفسها كجزء لا يتجزأ من المشهد السياسي والاجتماعي للبلاد.

غير أن ما يثير الاستغراب حقًا هو الدفاع المستميت الذي أبداه أنصار الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز عن العزة..
وكيف تحول هؤلاء، الذين كانوا في السابق على خلاف مع الكثير من الشخصيات الموالية، إلى المدافعين الأكثر شراسة عنها؟..
هل هو تحالف مصالح جديد؟..
أم أن هنالك قواسم مشتركة تجمع بين الطرفين في هذه المرحلة الدقيقة؟. 

والأغرب من ذلك هو موقف النائب البرلماني بيرام الداه أعبيد، الذي ورغم كونه أحد أبرز معارضي النظام الحالي، خرج ضمنيًا للدفاع عن العزة، مستنكرًا التساؤلات حول مصدر ثروتها. 

كيف لهذا المعارض الشرس أن يجد نفسه في موقف الدفاع عن شخصية تُثار حولها الشكوك؟..
هل هو موقف مبدئي؟..
أم أن هناك خلفيات سياسية تحكم هذا التصرف؟. 

في النهاية، وعلى الرغم من كل هذه التساؤلات، أرى أن من واجب السلطات التنفيذية مواصلة التحقيق في هذه القضية التي أصبحت حديث الشارع والرأي العام. 

فالحقيقة لا بد أن تكون جلية وواضحة، بعيدًا عن الظنون والاتهامات العشوائية.. 
فالعدالة يجب أن تأخذ مجراها، وأن تكون مبنية على أدلة ملموسة لا تقبل الشك أو التأويل.
-سيدي عثمان ولد صيكه