الراصد: في زمن تعصف فيه الأزمات ويغرق فيه الشباب بين أمواج التبعية والملق، يتبادر إلى الأذهان سؤال وجودي: كيف تُستثمر القوة الشبابية لهذه البلاد؟ أهي حقًا مستقبل الأمة أم مجرد ضحية للتناقضات والصراعات التي لا تهدأ؟
نجد أنفسنا أمام مشهد قاتم الضباب، حيث يتبع البعض عميانًا، دون أي وعي أو تفكير، فقط لأنهم اعتادوا السير في ظلال الآخرين..
وهناك من يتملق بلا ضمير، متناسياً مصلحة الجماعة من أجل مصالحه الشخصية الآنية والضيقة..
وفي المقابل، نجد الناقمين الذين لا يرون في وطنهم إلا سلبيات، وينهالون عليه بالنقد والهجوم مساء صباح، دون أن يقدموا بديلاً أو رؤية إيجابية للمستقبل..
أما المهاجرون، فقد نكصوا عن حب الوطن، تاركين وراءهم كل ما يربطهم به، مكتفين بإطلاق سهام النقد من بعيد دون أن يتحملوا عناء البحث عن حلول.
هل هذه هي الصورة التي تعكس شبابنا اليوم؟..
أم أن هناك شبابًا آخرين، في الخفاء، يعملون بصمت، يبنون ويبدعون دون أن يلتفتوا إلى الضجيج؟..
وهل يمكن أن نجد في هذا الفضاء المليء بالتناقضات طريقًا يُعيد لشبابنا الثقة، ويحولهم إلى بناة حقيقيين لمستقبل أفضل؟.
أسئلة تحتاج إلى تأمل عميق، لأن الإجابات قد تكون مفتاحًا لرسم خارطة طريق جديدة لشباب هذه البلاد.
-سيدي عثمان ولد صيكه