الراصد: كتب أحدهم حين توقف عمله المرتبط ب شبكة الإنترنت بعد قطعه، مطالبا بخلق مقاربات أمنية و اقتصادية دون إلقاء اللوم على أحد أهم موارد التنمية في العصر الحالي" الإنترنت"...
أنا محمد، وقررت أن أطلق حملة وطنية بعنوان "حياتنا متوقفة: أعيدوا الإنترنت الآن" من أجل عودة الإنترنت إلى حياتنا. دعوني أخبركم قصتي، وأروي لكم ما ألمّ بي وبالكثيرين من أبناء هذا الوطن.
كانت لدينا أعمال حرة نمارسها على الإنترنت، نعيش من خلالها ونتنفس الإبداع والحرية. بين عشية وضحاها، أصبحنا عاطلين عن العمل، وانقطع رزقنا. كنا نملأ حياتنا بالإنتاج والإبداع، وأصبحنا الآن أعباءً على الوطن، نحمل في صدورنا آلام الخسارة.
كنا صناع محتوى، نتحدى الصعاب ونبني عوالم جديدة من الفنون والإبداع. مات محتوانا ومات فننا، وكأن الحياة انسحبت من بين أيدينا وتركنا نواجه الظلام. كانت تلك اللحظات التي نمضيها في خلق شيء جديد هي التي تمنحنا الأمل، والآن لا نملك سوى الصمت.
كنا نتواصل مع أحبائنا في الداخل والخارج، نشاركهم أفراحنا وأتراحنا. الآن نحن في عزلة تامة عن العالم، نتأمل وجوهنا في مرايا الوحدة والحنين. كيف يمكن للإنسان أن يعيش معزولًا عن أحبته، عن أصواتهم وضحكاتهم ودموعهم؟
كانت لدينا برامج تعليمية وكورسات على الإنترنت باشتراكات باهظة الثمن، ضاعت كلها في لحظة انقطاع. تلك الدروس التي كانت تفتح لنا أبواب العلم والمعرفة، أصبحت الآن مجرد ذكريات مؤلمة. كانت تلك الاشتراكات هي استثمارنا في المستقبل، والآن تبددت دون أثر.
لدينا أيضًا برامج وتطبيقات مدفوعة على الإنترنت لم نستفد منها، وخسرنا أموالنا التي جمعناها بجهد وتعب. اشتراكاتنا مع شركات الاتصال ستُسحب في أي لحظة دون تعويض، كما عودونا على خيبة الأمل.
الإنترنت لم تعد مجرد وسيلة ترفيه، بل أصبحت وسيلة تواصل، وسيلة عمل، تسويق، فن، وإبداع. أصبحت وسيلة حياة. كيف يمكن لنا أن نعيش دونها ونحن في هذا العصر الرقمي؟ كيف يمكن أن تُقطع شرايين الاتصال بيننا وبين العالم؟
أطالب الدولة بأن تصحح الخلل في المنظومة الأمنية والتعليمية، حتى لا يُلام الإنترنت دائمًا. يجب أن تأخذ الدولة بعين الاعتبار الآثار الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي يخلفها هذا الانقطاع.
نحلم جميعًا بالعودة إلى أيام النشاط والازدهار، لذا أدعوكم للانضمام إلى حملتي لعودة الإنترنت: "حياتنا متوقفة: أعيدوا الإنترنت الآن."