الراصد: في مقدمة الطبعة العربية لكتابه : الايديولوجيا العربية المعاصرة كتب عبد الله العروي :
« . . . كنت أيام بدأت تخامرني فكرة الكتاب سنة ١٩٦٠ ، قد يئست من أن أرى المؤلفين العرب يكفون يوماً عن الثرثرة ويعدلون عن غرورهم المفرط . كنت قد مللت التشدق بخاصيات العرب وسئمت الكلام عن الاشتراكية العربية والفلسفة العربية والإنسان العربي ورسالة العرب الخالدة، كما لو كنا نبدع كل يوم فكرة جديدة أو نظاماً جديداً، مع أن الأمر لا يتعدى ضم كلمة عرب أو عربي إلى ما هو معروف ومبتذل عند جميع سكان الدنيا. كان الكتاب المسخرون يجولون في إقليميتهم أحراراً فرحين في ضيق أفقهم، ثم جاء المظاهرتهم المتملقون من الغرب. ووطدوا هذا الانزواء باسم عدم التبعية والمغامرة والتجديد ؛ فعم الغرور، وصدعت الدنيا بثرثرة أنصاف المثقفين، ولجأ إلى الصمت كل من بقي له نزر من استقامة الفكر والتطلع إلى إنتاج جدي ومجد»