هنا ثلاثة تحدّيات للانتخابات الرئاسية…

سبت, 22/06/2024 - 12:41

الراصد: التحدّي الأوّل هو للنظام. تاريخياً كان النظام ينتصِر بدون إشكالٍ بسبب ريعية الدولة والتبعية التلقائية للنخب والأعيان للسلطة. ولكن الأنظِمة السابقِة كانت تُحصّل الولاء بعلاقات بين الرئيس والجماهير. كان الرئيس ينزُل للميدان. ولد الطايع كان حملاتياً. ولد عبد العزيز كان، كنيكسون tireless campeigner. وفي 2008-2009 خاضَ عملياً ثلاث حملات انتخابية قبل اتفاق دكار. أمّا الرئيس الحالي فقد استعاض عن الميدان بالكواليس؛ وعن الجماهير بالنخب؛ وعن الجمهورية بالماسونية. التحدّي: هل يستطيع النظام الغلبة بلا رئيس؟

التحدّي الثاني هو هل يمكن للنزعة القمعية للنظام أن تضمن انتخابات سلمية. وبالأخصّ مع تصاعد الثورة الاجتماعية التي يواجهها النظام. عواصم الولايات تشهد حركة شبابية متمرّدة على النظام لأسباب طبقية وهوياتية. يجب أن لا ننسى أنّ انتخابات 2019 انتهت بأجواء عسكرية: انتفاضة شعبية وقطع الانترنت وهجمات شعبية في العاصِمة. هل يمكن لنظام ضيّق العطَن أن يتصرّف بحكمة أمام احتقانات شعبية؟

التحدّي الثالث هو لطواقِم الحملات. يبدو أنّ كثيراً من هذه الطواقِم، موالاةً ومعارضة، متشكّلة من غير المتعلّمين. ولا بأس بهذا. فالديمقراطية الجذرية هي التي تضمن عدم ديكتاتورية المتعلّمين. ويبدو أنّنا في السنوات الاخيرة نشهد استبدال المثقّفين بالمؤثّرين. كما قلتُ لا بأس في هذا. ولكن التحدّي هو أن يقدِر هؤلاء المؤثّرون على رفع مستوى النقاش. إلى حدّ الآن هم مهتمّون بالتنابز والتفاخُر أكثر من الحملة السياسيّة. ولكنّهم قادِرون، إن اجتهدوا، على إقامة حوار أفكار وبرامج ومناظرات. ذلك هو التحدّي.

منقول