الراصد : تولي الأوساط الإعلامية الفرنسية اهتماما بالغا بتطورات الأوضاع في بوركينا فاسو، في ظل ما تشهده من أوضاع. ودخلت الدولة الأفريقية في حالة ارتباك منذ أسبوع عقب سماع دوي انفجارات بالقرب من مقر الرئاسة في واغادوغو، حيث أشارت مجلة "لوموند أفريك" الفرنسية إلى دور روسي محتمل في إنقاذ "رأس" الرئيس الانتقالي، العقيد إبراهيم تراوري. وتركت هذه التفجيرات الغامضة التي اعتبرت في البداية محاولة محتملة لزعزعة الاستقرار، سكان بوركينا فاسو في حالة من عدم اليقين بشأن سلامة تراوري. وبعد يومين من الصمت والتكهنات، ظهر علنا للمرة الأولى يوم الجمعة الماضي. وبث التلفزيون الحكومي لقطات للرئيس الانتقالي وهو يشارك في حملة للتبرع بالدم، وصورا له وهو يؤدي صلاة عيد الأضحى مع المصلين، وهي طريقة لإظهار أنه يتمتع بصحة جيدة ولا يزال في منصبه. وعاد للظهور الأحد الماضي، بمناسبة مهرجان تاباسكي، بشكل أكثر وضوحا. ومع ذلك، فإن هذا الظهور لم يبدد الشكوك بشكل كامل، كما يشير الموقع ،إذ لا يزال البوركينابيون ينتظرون تفسيرات أكثر تفصيلا لفهم حقيقة ما حدث واستعادة الثقة الكاملة في استقرار بلادهم. وتساءلت مجلة "لوموند أفريك" في تقريرها عن أوضاع بوركينا فاسو: "هل ينهار نظام الكابتن إبراهيم تراوري؟". ومنذ انفجار صاروخ الأربعاء الماضي قرب مقر الرئاسة، بيّنت المجلة أن الشائعات توالت عن تزايد الاحتجاجات داخل الجيش البوركينابي ضد الرئيس الانتقالي. وفي الأيام الأخيرة، عملت فرق الاتصالات التابعة للمجلس العسكري على تقليل وطأة هذا الانفجار، الذي وصفه التلفزيون الوطني على الفور بأنه "حادث إطلاق نار بسيط". ووفق المصدر ذاته، تبقى الحقيقة أنه لمدة 48 ساعة، لم يظهر الكابتن تراوري علنا؛ ما أثار شائعات حول احتمال ترحيله من العاصمة بعد محاولة الانقلاب. وكانت إحدى الفرضيات هي أنه لجأ إلى معسكر لومبيلا، على بعد حوالي عشرين كيلومترا من واغادوغو، حيث تتمركز القوات شبه العسكرية الروسية التابعة لشركة "فاغنر". وبعد يومين، الجمعة الماضية، بدا هادئا ومبتسما في مقطع فيديو بثه التلفزيون الحكومي. وأكدت عدة مصادر أمنية من غرب أفريقيا وأوروبا تعمل في بوركينا فاسو للمجلة الفرنسية وجود ثورة متنامية داخل الجيش ضد النقيب تراوري، بعد هجوم المتطرفين الذي وقع في 11 يونيو على معسكر الجيش شمال شرق البلاد. بدورها، قدمت مجلة "جون أفريك" الفرنسية تفاصيل حول هذا الهجوم، "وفقًا لمصادر خاصة، فإن الهجوم الذي شنه المتطرفون على هذه المنطقة الصغيرة في شمال شرق البلاد أودى بحياة حوالي مائة جندي". وفي حال تم تأكيد هذه الأرقام، فإن ذلك سيجعل هذا الهجوم هو الأسوأ على الإطلاق الذي يتعرض له الجيش البوركينابي منذ بداية الحرب ضد الجماعات المسلحة، بل وأكثر دموية من هجوم آخر أودى بحياة 53 من رجال الدرك في 14 نوفمبر 2021. ولم تقدم السلطات حتى الآن أي بيان رسمي، فيما أثار هذا الهجوم المميت مخاوف وتوترات داخل هيئة الأركان العامة، كما أشارت المجلة. بل إن بعض المراقبين ربطوا بين ذلك وبين حادثة الصاروخ الأربعاء الماضي في مقر الرئاسة، ثم غياب إبراهيم تراوري خلال اليومين التاليين. وفي وقت ساد صمت حذر في الصحافة البوركينابية، شكلت صحيفة "اليوم" المحلية الاستثناء من خلال استنكار ما تعتبره شائعات، وترى أن حادث إطلاق النار أصبح شائعا في سياق الحرب على الإرهاب والمبالغة في تفسيره بأسوأ السيناريوهات. وتزعم أن هناك محاولة لإبقاء البوركينابيين في حالة من الترقب بشأن الموضوع عن طريق بث الافتراءات.