إن القطط بأرضنا ((تستأسد))..!! د.مرفت عبد الجبار

سبت, 01/06/2024 - 12:21

الراصد : نظر القط إلى نفسه في المرآة يوما فقال: أنا صرتُ كبيراً يا أمي..!!

وهنا نطقت أمه مفتخرة, بقردها الغزال: لقد كبرت يا بني بما يكفي لتهزم أسداً!!!

فقال الصغير مزهواً: حقاً أماه؟؟

_نعم!

_سأباريه غداً!

_مهلاً، فالأسد الذي نريد ليس سهل المنال, تحكمه قوانين أرض, وإخلاص شعب, وتفانٍ وسلطة محكمة!!

لكن هناك طريقة واحده لهزمه! احزرها يا بني؟

_الطعم يا أماه؟

_أحسنت, لطالما علمت أنك ذكي...!

لذا سأترك المهمة التالية لك دون إرشاد إلا بالطوارئ, ولا تنسَ تزويدي بالأخبار والنتائج!

فأنا صاحب القرار الأخير...!

قابل الهرير الصغير الملك, وعقله الباطن يوحي له بالشجاعة..!

 

لم يمضَ على غيابه إلا فترة وجيزة, وعاد إلى أمه غير القطيط الذي ذهب!

عاد يجر الأسد الذي لا يغالب بسهولة, والذي سجل التاريخ صولاته وجولاته, وقضاءه على الكثير من المماليك وبسط نفوذه..

عاد يجره كجرو مدلل!

تعجبت الأم وفرحت: أي طعم، بل أي سم هذا الذي دسسته في العسل؟؟

قال: إذا تخلى الأسد عن أنفته يوماً فبشريه أنها لن تعود! كهذا الذي بين يديّ.

ضحكتُ عليه وقلت له: سنوفر لك ولغابتك الأمن والرخاء أكثر مما هي عليه أنا وصحبي, ونريحك وجندك شريطة أن تسلمنا السلطة يوماً واحداً مقابل الكثير من الهدايا التي تهوى افتراسها على طبق من ذهب!

وما ذاك إلا إثباتاً لولائنا لك!

فوافق, وكان ما ترين من غلبة مكرنا, فعثنا بأرضه الفساد، وغيّرنا وبدلنا وأصدرنا وما زلنا نسكته بسيل الهدايا الجارف حتى أمننا وغفل, فاستسمنا من أرضه وأزهقنا الأرواح ونصبنا الرايات, ثم دعوناه للنظر في حال مملكته...

فما كان منه إلا الخضوع لأمرنا التام وصيرورته جرواً بعد أن كان أسداً!!

أخشى أن يكون هذا هو واقع أمتنا الجريحة اليوم أمام إسرائيل وخادمتها أمريكا!

يعيث القوم في الأرض فساداً على مرأى ومسمع من الجمع الغفير من الدول الإسلامية والعربية, والكل قابع في جحره يخشى هذا البغاث الصغير الذي غدا بأرضنا يستنسر ويهتك الأعراض ويسفك الدماء, وأمتنا صامتة بلا حراك، وإن ظهر للعيان أنها تسير على خوف من فرعون وملأه, وما هو بسير بقدر ما هو مزيد جثي لهذا الخطر الذي تفوق على أمتنا بالسلاح والعقل والقوة وغزو الأفكار وإلهاء الأمة.

فغدت أمتنا لا تحرك ساكناً أمام قضاياها وقضايا مجتمعاتها, بل وتستنجد بالمخذلة الذين لبّسوا على الأمة وخدعوا الأجيال, وغالطوا الشمس البيّنة وقالوا لها: أنتِ قمر قد خُسِف!

فلا دعوة لمواجهة (جهادية عسكرية, علمية فكرية, سلاح, عتاد, تخطيط) تنفض عنا غبار الذل والهوان, بل معاداتها وبخاصة الأول منها, واختلاق الحجج الواهية وافتراض غيرها, وليتهم أعملوا المفترض بزعمهم! بل ما هو إلا حبر على ورق.. لا يجيدون سواه!

فلا سلمت الأمة من إضعافهم لها, ولا هم كفوا ألسنتهم عن الشرفاء وطلبوا المجد.. وملك الأجداد..!

وبسطوا الأرض بالورود لعدونا وعدو ملتنا ليواصل جرمه وفساده على أراضينا..!

فتباً لحال كهذا ومآل صرنا إليه ونصير فيه شعرنا أم لم نشعر...!

وبالطبع، لا ينفض عنا هذا الذل والهوان إلا تحكيم شرع الله والرجوع الصادق إليه... عندها فقط ستبرز معالم النصر وستعلو راياته خفاقة..

{... أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}(البقرة:214).

اللهم انصر الإسلام والمسلمين, وأذل الشرك والمشركين, وانصر عبادك (الموحدين)