الراصد : أبدى هانيبال القذافي، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي تبرّمه من استمرار احتجازه في أحد السجون اللبنانية، مؤكدًا أنه "كبش محرقة"، وضحية قضية لا دخل له فيها.
ونقلت "العربية.نت" عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إنّ هانيبال القذافي يُعامل معاملة "مميزة" داخل سجنه الانفرادي، حتى إنه خضع منذ فترة لعملية جراحية تجميلية، وتم تأمين طبيب خاص لمعاينته بشكل دوري.
وأضافت أن عائلته التي استقرّت في لبنان أخيرًا، "تزوره دائمًا، بالإضافة إلى وكلائه القانونيين".
ظروف "مقبولة"
وأشارت إلى أنه رغم الظروف الإنسانية "المقبولة" التي يعيش فيها داخل سجنه بالمقارنة مع بقية السجناء، فإن القذافي يعاني من مرض "تخلخل العظام" بسبب عدم تعرّضه لأشعة الشمس، وفقًا للمصادر، التي أكدت أنه يُسمح له بالسير يوميًا خارج سجنه لمدة ساعة، لكنه يرفض.
وفي المقابل، تحسّنت حالته الصحية، واستقرّ معدّل ضغط الدم والسكري بعد أن فكّ إضرابه عن الطعام الذي بدأه، العام الماضي، كوسيلة ضغط لتحريك ملفه الجامد قضائيًا، بحسب المصادر.
وأشارت المصادر ذاتها إلى "أن القذافي يصرّ على أنه ضحية، قائلاً "أنا كبش محرقة ورهينة ومعتقل سياسي في قضية لا علاقة لي بها، وكنت طفلاً عندما اختفى الإمام الصدر ورفيقاه".
ويتم احتجاز هانيبال القذافي على خلفية قضية اختفاء الإمام الشيعي اللبناني موسى الصدر في ليبيا، أواخر سبعينات القرن الماضي، ويوجه القضاء اللبناني اتهامات إليه بـ "كتم معلومات تتعلق بمصير الإمام الصدر ورفيقيه، والاشتراك في جريمة إخفائهم"، لكن دون أن يُحدد حتى الآن جلسة محاكمة له.
كما كشفت المصادر أن "القذافي ذكر خلال التحقيقات أنه علم بقضية الصدر، العام 1994، عندما كان جالسًا في أحد المقاهي يتصفّح جريدة، فسأل من معه لماذا يتم ربط اسم الصدر باسم والده معمّر القذافي، فأخبروه بالقضية.
وعندما توطّدت علاقته بزوجته اللبنانية سأل أحد المسوؤلين المقرّبين من والده عن قضية الصدر ورفيقيه، فطُلب منه "عدم التدخّل".
الكرة في ملعب الليبيين
وبحسب المصادر المطّلعة، فإنّ "كرة ملف القذافي في ملعب الليبيين أنفسهم، وكل تعاون من جانبهم لحلّ قضية خطف الصدر ورفيقيه سينعكس إيجابًا على قضيته"، وفق تعبيرها.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" وصفت في تقرير رسمي لها قبل أشهر توقيف هانيبال بالاعتقال السياسي، ونددت مرارًا باحتجازه في بيروت، طالبةً من السلطات اللبنانية إطلاق سراحه، لاسيما أن الرجل معتقل منذ 9 أعوام بتهمة كتم معلومات بعدما أُوقف، في ديسمبر 2015، عندما كان بمثابة "لاجئ سياسي" في سوريا، قبل أن يُخطف من هناك ويُسلّم إلى الأجهزة اللبنانية.
وقالت المصادر إن ملف هانيبال القذافي دخل مرحلة جمود فرضتها أولاً الحرب الدائرة في قطاع غزة وعدم تعاون الطرف الليبي حتى الآن مع السلطات اللبنانية في قضية اختفاء الإمام الشيعي موسى الصدر ورفاقه، منذ العام 1978، في العاصمة طرابلس.