الراصد: من المتوقع أن تشهد مدينة النمجاط حاضرة الطريقة القادرية في موريتانيا، مناوشات بين انصار الشيخ سيدي الخير ولد الشيخ بونن، وأنصار الشيخ عبد العزيز ولد الشيخ آياه، وذلك بسبب الخلاف على إمامة صلاة عيد الفطر المبارك، والتي من المقرر أن تقام في مسجد النمجاط الكبير بعد تدشينه قبل أيام من طرف وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي.
تدشين المسجد الذي بنته الشيخة العزة منت الشيخ آياه، كان سببا في بروز خلافات جوهرية على السطح، بعضها يتعلق بالإمامة الروحية والبعض الآخر بملكية الأرض التي شيد عليها المسجد الكبير، ومن يحق له بالفعل تدبير شؤونه؟.
حسب مصادر “الحرية نت” فإن المالك الحقيقي للأرض التي شيد عليها المسجد هو الشيخ سيدي الخير ولد بونن الذي كان والده زعيما روحيا للطريقة قبل الشيخ آياه ولد الشيخ الطالب بوي، وقد حصل على تمويل لبنائه من الرئيس السنغالي السابق “ماكي صال” الذي قدم تسهيلات تتمثل في مخالصات (بوهات) لمئات الأطنان من الإسمنت وحديد البناء، سلمت للجهة التي كلفها سيدي الخير بالإشراف على عملية البناء.
وحسب رسالة صادرة عن المكتب الإعلامي للشيخ سيدي الخير ولد الشيخ بونن، موجهة إلى الجميع فإن أول مسجد فى النمجاط بني من طرف والده الشيخ الطالب بوي رحمه الله
سنة 1950 وهو العام الذى يلى العام الذى اقيمت فيه أول صلاة عيد جامعة فى النمجاط بالمريدين والزوار سنة 1949، أي قبل استقلال الدولة الموريتانية.
وقد كان يصلى بهم الشيخ الطالب بوي فى الساحة الواقعة امام داره (الدار الحمرَ) دار تيرانص.
وبعد وفاة الشيخ الطالب بوي، صارت ملكية الدار إلى ابنه المحفوظ بتنازل اهل التركه عن انصبائهم لصالحه، وقد اشتراها بعد ذالك من المحفوظ الشيخ سيد الخير بن الشيخ بونن بتاريخ 7دجنبر 2003.
حيث صارت ملكيتها بحوزتها التى تضم المسجد ملكا للشيخ سيد الخير الى الآن، وبما أن المسجد وقف لله فقد قام عمنا – يقول الشيخ سيدي الخير – الشيخ آياه رحمه الله تعالى
بهدم المسجد القديم بنية توسيعه وقد قدمت له مساعدات من الرئيس السنغالي حينها
ووضعها الشيخ آياه فى مشروع المسجد حتى خرج أساسه للعيان وتبرع التلاميذ لإكماله وبالفعل اشرف عليه ابناؤه.
اما اليوم وقد انتهى بناء المسجد الذى هو وقف لله تعالى، لا سلطة لأحد عليه. فقد انبرت
ْجماعة لتخصيصه، لها دون غيرها ووضع الملكية والسيطرة عليه وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا، فلا ثالث لخيارين اثنين ابدا وهما:
الخيار الأول: أن تتفق الجماعة بنفسها لا باملاءات خارجية على الصلاة الجامعة فيه أوفى رحابه.
الخيار الثانى: لا محيد عنه، وهو أنه لن يصلي فيه أحد قولا واحدا، إلا بالتفاق الجماعة
والباديء أظلم، وقد اعذر من انذر”.
خلاف الملكية هذا سيجعل من مدينة النمجاط مسرحا لمواجهات عنيفة، ما لم تقرر السلطات الموريتانية حسم الخلاف على إمامة صلاة العيد، حيث حذرت أسرة أهل الشيخ بونن من الصلاة في الجامع دون التشاور معها.
ويرى المراقبون أن الدولة ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية تتحمل مسؤولية ما ستأول إليه الأمور بسبب عدم الحسم في شأن يمس من الأمن والإستقرار، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول مستقبل الطريقة القادرية في موريتانيا خاصة وأن غالبية أتباع الطريقة يوجدون في الجارة السنغال وقد بايعوا الشيخ سيدي الخير ولد الشيخ بونن خليفة وحظيت هذه البيعة بدعم سياسي من حاكم داكار السابق، دعم باركه الحكام الجدد، فجميع السيارات التي غادرت العاصمة السنغالية متجهة إلى النمجاط كانت تحمل صور الشيخ سيدي الخير ولد الشيخ بونن.