الراصد: إن من اكثر الامور خطورة في واقعنا اليوم هو غياب الوعي بحقيقة الأمراض في المجتمع التى لم يبقى ممكنا عدم مواجهتها و بدوء علاجها قبل ان تتسبب في إنهاء وجودنا ووقف استمرار مشروعنا كمجتمع يبحث عن سلامة وحماية كيانه ،،إن غياب الوعي بحقيقة تفكك وتناقض المجتمع نتيجة العقلية المتخلفة والراسخة في نفس الوقت و التي تقسم المجتمع إلى كيانات تتفاوت في المكانة وفي القيمة ، وتأسس على هذه العقلية سلوكيات خاطئة ،وبالتعود على هذه العقليات والسلوكيات صار طبيعيا ، لدى السلطات التنفيذية ،والتشريعية ،والقضائية تسيير الامور ورقابتها دون تغيير او تحوير و كذلك الداعمين للسلطات والمحيطين بها يرون الأمور طبيعية ،،والأحزاب السياسية التي كان المفروض ان تكون لها رؤيتها الخاصة ،فلم تختلف في موقفها من هذ الوضع وصمتت على هذه الظواهر ..
فلقد توحد الجميع في جهلهم وغفلتهم ،حتى بقوا سائرين بمجتمعهم وسط ضباب يخفى المخاطر الكامنة في عدم الانسجام ،نتيجة عدم المساواة وعدم تكافئ الفرص.. لقد حال عدم إدراك الواقع في تغيير العقليات والسلوكيات .
لقد ساير الجميع تطور الامور بشكل غير سليم دون ان يكون هناك اعتراض مؤثر ،إلا من نشاط حركة الحر ونضال الانعتاقين ،وقلة قليلة من الذين أدركوا بشكل مبكر حاجة المجتمع لترميم تصدعاته وإنهاء التفاوت الموروث من الماضي و من العقلية العبودية والإقطاعية لقد ظل علاج الامور غائبا ، يحول دونه عدم إدراك الجميع للواقع ،فالجميع يكادون يكونون موحدين في قبول الواقع الفاسد ،فلو وجد تيار وعي حقيقي لأمكن التأثير شيئا فشيئا في رؤية المجتمع حتى يصل الامر في النهاية للسلطة ،والمعارضة!!
لقد كنت من أفراد في تيار أدركنا بشكل مبكر أهمية تصحيح جسم مجتمعنا ووقفنا بقوة ضد الرق وضد الحكم بالدونية على جزء من المجتمع ،لكن الحقيقة أن أكثرية المجتمع لم يسعفهم الوعي حتى يمكن تكوين تيار مؤثر يدعو للمساواة والعدالة ويسعى لإنقاذ المجتمع مما يشكل خطرا عليه!!!
والحقيقة ان هناك أمر في غاية الغرابة لكنه في نفس الوقت حقيقي لا غبار عليه، يتمثل في هذه الراحة والسعادة والاطمئنان التي تعيشها الإنتلنجشيا الوطنية ،وعدم شعورها بانها تعيش فوق بركان نتيجة ما يعتمل في المجتمع من عوامل لاشك في ان مآلاتها الانفجار !!!