الراصد : تنبيه ____
الشعب قبل الحاشية .....
الحرية هاجس الإنسان وكل كابت لها مغرور أو مختل عقليا
لكن للحرية ضوابط و حدود متفق عليها في قانون الارض و أهم تلك الحدود هو تحديد نهاية لتلك الحرية فور مساسها بحرية الآخرين، و مع أن للكلام أدبيات و لأسلوب النقاش و النقد البناء نمط فمن يفتقر لأحد هذه الشروط فمن الأفضل له أن يلتزم الصمت .
و لقد خلق الله الإنسان و وهبه العقل ليفكر و يعبر عن كل مناحي حياته بأسلوب راقي يكون الإحترام و المسؤولية هم ميسم التعاطي في هكذا تعبير، فالواقع الذي نعيشه اليوم في ظل هذا الوضع المتردي الجديد يتطلب من كل شخص أن يعيش و كأنه لا يسمع و لا يرى و لا يتكلم، و ذلك بسبب الوضع في البلد و حالات الصراع المافيوي و تراكم المشاكل و الفساد المتفشي فى كافة الدوائر الحكومية و كذلك الرشوة و المحسوبية و الزبونية، حيث لم يعد المواطن يهتم بنفسه و لا بحقوقه نتيجة اليأس و الإحباط و عدم الثقة في حكومته .
حيث تحوّلت أولويات النخبة السياسية و الدينية و صنّاع القرار إلى جمع المال المنهوب من ثروات بلد حباه الله بالخيرات في شكل سباق مع الزمن و كثرت لديهم الروح النفعية و البحث عن الجاه و المنصب، و وضعت الإنسانية و الوطنية على الجانب الذي لا ينظر أحد إليه بتاتاً. كما أن السلطات أصبحت استبدادية بشكل مثير للغضب ومحفز لردة فعل جميع خياراتها مفتوحة أمام شعب أكتوى طويلا بنار الظلم و التهميش كما لا تتردد في إستخدام القوة من أجل منع أي شخص من التعبير عن واقعه خصوصا إذا كان رأيه معارضاً لسياسة الدولة أو بالأصح للرئيس وحاشيته وهذا دليل قاطع على الإفلاس السياسى والأخلاقي والفكري للسلطات الاستبدادية. وعلى الرغم من أن حرية الرأي إرث إنساني كلف البشرية ثورات وحروبا ودماء كثيرة وسقفا زمنيا من أجل التعبير وكان الهدف هو إصلاح شامل ومطالبة بالعودة إلى السكة السليمة إلا أن ذلك لم يدم طويلاً، بل كانت هناك محاولات لعرقلتها وتقييدها وما تصرفات اليوم إلا دليلا على تلك المحاولات اليائسة .
فساستنا بدأوا في إستخدم سياسة تكميم الأفواه و قمع حرية التعبير و من الغباء هنا أن صناع القرار من الحاشية و بطانة السوء يعتقدون بأن هذا هو الأسلوب الأمثل لمنع المواطنين من إيصال أصواتهم و معاناتهم متناسين أن من أشعل النار يطفيها .في ظل التكنولوجيا المعاصرة و سرعة المعلومة.
فعلى من يمتلك كلمة الفصل أن يحكم العقل و المنطق و أن يتدارك الموقف و أن يمتلك رحابة صدر تمكنه من تجاوز كل النقد البناء و أن لا يطلق العنان لحاشية همها الوحيد الإنفراد بكعكة الشعب المطحون لتحجب عنه واقع الفقراء و المحتاجين و المساكين و المظلومين.
فالشعب أولا قبل الحاشية و بطانة السوء....!!!
محمد كعباش .......
(نحن شعب غريب)