الراصد : تشكل حرية الرأي و التعبير قيمة أساسية في حياة الناس ، و هي أهم مصادر الأمل و الثقة في قيام نظام سياسي جيد و خال من العيوب ، يحترم فيه النائب و الفرد و تقدر وجهة نظره التي تعبر عن مشاركته بإخلاص و فاعلية في دفع عملية التقدم السياسي إلي الأمام ؛ مما لايتيح المجال أمام نمو النفاق و الطغيان و سيادة العلاقات المزيفة التي تجد ضالتها في عهد الظلام و كبت الحريات ، يقول بيرام الداه أعبيد:
( ان وقع صوت الناقد على اذن المتمصلحين كوقع صوت الصاعقة ) .
إن تعرض حرية التعبير كما حدث للنائب مريم الشيخ تحت سقف قبة البرلمان لهو قيد من الإرث البغيض ، و خارج عن حدود قوانين الدين و المنطق و الأعراف ، و إنتكاس للوراء في مجال الحريات العامة و تكميم الأفواه داخل البرلمان فما بالك بخارجها . إن الحدث الجلل الذي تعرضت له النائب مريم الشيخ على مرآى و مسمع من جمع النواب لدليل على أن القبة البرلمانية أصبحت ثكنة عسكرية بامتياز ، تدار من طرف جنرال الأمس بالأوامر ، و هذا ليس بغريب .
إن تعرض السياسي لقيود خارج الحدود المتعارف عليها او تستبعده عن العمل و تؤثر عليه من خلال إجراءات إدارية طائشة لتحقيق مكاسب آنية ! و التي لا تنتهي حججها أبدا في مواجهة العمل السياسي الحر ، بما يجعلنا نتذكر العصور المظلمة . فإن الناتج المتحصل عليه و المؤكد هو توقف النظام الديمقراطي عامتا و إنتشار الجهل و سيادة نظام (لوبيات) المدمر .
إن حجب حرية التعبير عن المشهد الديمقراطي المتمثل في البرلمان سوف يحل محله التخلف و التحزب الرجعي .
من غير المتصور أبدا النفاذ الي عمل ديمقراطي نبيل يخدم الدولة و الشعب في جو غيب حرية التعبير
النائب مريم الشيخ لك منا كامل التقدير و الي الأمام
مكي عبد الله عضو و ناشط في منظمة إيرا الحقوقية
أنواذيب بتاريخ : 31/01/2024