الراصد: في مقدمة هذه الأسطر يطيب لي أن اعترف بالعجز وانا احاول كتابة بعض خصال هذا الرجل الذي بزغ نجمه حين اعتم الظلم الحالك على هذه البلاد ،
بيرام الداه عبيد الغلام الثائر الذي ترعرع في اكناف العبودية و ذاق مرارة القهر والحرمان و آثر على نفسه ان يكون المخلص لشعبه من براثين الاقطاعية و الاستعباد إلى الظفر بحياة الإنسان الكريم .، الأمر الذي صنع من ذلك الغلام أيقونة النضال فجابه اعتق الانظمة و دحر أقوى قواعد الفكر المتحجر والمشكل لماهية الدولة العميقة المتجذرة في دهاليز السلط المتعاقبة ،
ولأن الطريق لم يكن ليفرش له بالورد تم فصله من عمله في اوج مسيرته و تم التضييق عليه و من معه حتى زج به في السجن على اثر المحرقة المجيدة التي كانت الفيصل بين عالم البصيرة و الإدراك وما يراد لنا أن نتبع من ضلال و إفك في كتب تم تأليفها على نار الفتنة و كتبت بدماء المستضعفين من هذه الأمة ، و ما النجوى الا من عند الله وهو علام الغيوب فقد تدارك معظم هذا الشعب غفلته واندفاعه زلفى لمظاهر التدين المصطنع الذي خلف في هذه الأمة طبقات مصنفة على اساس العرق والمال كمعيار لفصل أبناء الدين الواحد ، و كما ألجمت الغوغاء في مهدها ، لم يكتفي النظام من محاصرة الزعيم وسجنه والحد من هذا الفكر التحرري كذلك وأد شعاراته المطالبة اصلا بالعدالة، بل ظل كما هو سراجه يتربص بهذا الزعيم و ان عبثا يحاولون ،
فقد وصل إلى مبلغ الارتقاء بضميره و على علياء المجد صنع تاريخه ، فأنى لقوى الظلام ان تعتلي معراجا تم غرس أساسه بصلب المبادئ و ثبات المواقف . ففي خضم فترات الظلم العجاف إستأسد الفتى على دعوات التشويه وصنع التاريخ بتنويره للرأي العام الذي كان غافلا عن ادراك حقيقة ان ما ضاع حق وراءه مطالب ، نعم تلك الصورة تجلت الآن في أَمَة ( خادم) كانت ترفس تحت وطأة العبودية وهي الآن تعتلي شامخة وموشحة بنصر الارادة والعزيمة ، تصدح بالحق في قبة البرلمان التي كانت بالأمس حكرا وفرعا لمجموعة منتقاة من التصنيف و التزييف ، ولأول مرة تشهد وجوها انتشلت من العبودية وجيء بها إلى عالم العز والكرامة و...
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ.
مكي عبد الله عضو و ناشط في منظمة إيرا الحقوقية
أنواذيب بتاريخ 13/01/2024