الراصد: تنامي الخطاب القبلي الشرائحي دليل واضح على تراجع الخطاب الوطني و برھان على غياب تحفيز الانتماء للوطن مقابل مكافأة وتحفيز سدنة دعاة القبيلية و الشرائحية و الجهوية وھي الظاھرة الكفيلة لوحدھا بتھديد المشروع الوطني رغم أنھا ليست معول الھدم الوحيد في الصرح المتآكل الذي شيده الموريتانيوون بالدم و المعاناة و الرضى بالظلم و العيش الھزيل تحت مظلة الخوف و تحت تحكم الرھط الوريث دون بينة و لا من خلال كرامة و لا عبر تضحية قُدمت و لا خدمة وُھبت و لا أحقية اكتسبت .
ھكذا كرامة دون مبرر واضح بل ربما عبر انصياع فاضح لإرادة أمة الغزاة و ساستھا وقادتھا...
و ھذھ الحازوقة ھي التي شوھت فھم المطالب المطروحة بالحاح قبل التأسيس و بعد التوريث و خلال العمر الوجيز الذي تنفس اعضاؤه الصعداء برئة مدعومة من لدن التنظيمات العتيقة بعد أن إختلطت بعظم النخبة التي عاصرت التأسيس و سايرت التوريث و تمردت على كل تغيير يريد بناء وطن جمھوري حرِِ يمتلك قراره و يعبر بنفسه عن نفسه و يحجز مكانته بالفعل لا بالتظاھر و لا بالمحاكاة و لا من خلال الاستنساخ، فالوطن جمهورية و اعدة لشعب واحد قوته في تنوعه و براءته و بساطة احلام و تركيزه على كنوز قناعته العريقة الصادقة المستمدة من دينه الحنيف و تقاليد السلف الصالح .
إن المرارة التي يتجرعھا كل حر حينما تكرھه الحياة على تقييم الحصاد و تثمين اللحظة او قراءة الطالع لشعب و وطن تثور نخبته لتأليه شخص ثم ما تلبث أن تكفر بوجوده و تنكر جھده و تشرب نخب تقطيع اوصاله، و الكل يتفرج خائفا او مشاركا او عبر الحدود او من وراء القضبان و رغم المرارة يحاول احد الحالمين إحياء وھم عبثت به كوابيس الجوع و العطش و الخوف والمرض و تحايل المتحايلين على خير وطن جمھوري الاسم قبلي الروح و الفعل و الممارسة عجز فريقه عن كتابة نصه و عنوانه و اكلت فراغاته كل حروف العھد و صدق الوعد و ترسيخ قيم الفضلاء النبلاء العقلاء الوارثين مھما ابعدوا.....